وتعج غزّة بالأنبياء
سماء غزة ملبدة بالدماء..
في موكب جنائزي
وقفت الملائكة..
تستقبل المسافرين إلى السماء..
هواء غزة معطر برائحة الأطفال
وعبق الشهداء..
حيث يسافرون إلى الله بالجملة
هنا حيث الموت يقيم في غزة
بيوت بلا جدران
بحر بلا شطآن
تتقاذفها الجراح من كل حدب وصوب
لكن غزة لا تنسى في كل مرة أن تموت
ويأبى ظهرها الانحناء..
هنا حيث يسكن الله في غزة
في وجوه الأطفال وخبز الفقراء
يجدد الرسل أديانهم
يسرجون خيولهم
يحملون الحجارة والمشاعل
وتعج غزة بالأنبياء
يخلع موسى نعليه في الوادي المقدس
في غزة ضحى
يتوضأ برمال الشاطئ
قبل أن يأنس بالنار هدى
يصلي ركعتين في محراب جراحها
يستعد لتكليم الله في رفح
يلقي عصاه فإذا هي صاروخ تسعى
قبل أن يأتي أهله بقبس من عزيمة
سواعد عظمائها
دعها ولا تخف
تغير التاريخ
لن تعود لسيرتها الأولى
يمضي المسيح حاملاَ صليبه من بيت حانون
يمر في النصيرات ودير البلح
ليستقر في خان يونس ..
قبل أن يعتلي جرح الدم والأشلاء
في طريق الحزن والآلام
خليل الله يؤم الأنبياء..
في حي الزيتون
تحرسه عين الله ومقاتليها
وطيف الشهداء
ينطق البراق في طريقه إلى الله
حاملأ النبي الأميّ
يحط برحاله في غزة
يربّت على أكتافها
يمسح ضفائرها السمراء بالإيمان
ثم يمضي في رحلة الإسراء.
الشاعر الأسير المحرر هيثم جابر