قليلة هي الأعمال الروائية التي تناولت المحتلين، وهذا يعود إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى معرفة بطبيعة تركيبة المجتمع الصهيوني، وكيف يفكر/ يتصرف هؤلاء الغزاة، وهنا نذكر برواية “ناغوغي الصغير” ل”حسن حميد” التي استطاع فيها الولوج إلى طبيعة المجتمع الصهيوني، وكيف أن العنصرية تمثل أحد أهم معالم هذا التجمع غير الإنساني، وها هو “يوسف حطيني” يعطينا صورة أخرى عن هذا التجمع من خلال رواية “رجل المرآة”
بداية ننوه إلى سلاسة الرواية حيث يمكن أن يتناولها القارئ في جلسة واحدة، وهذا يعود إلى الأسلوب السهل والممتع الذي استخدمه السارد في سرد الأحداث، فقد أعطى كافة الشخصيات لتتحدث بحرية، ودون تدخل منه، وهذا ما جعل السرد مقنعا للمتلقي، من هنا استطاع القارئ التعرف مباشرة على تركيبة كل الشخصيات الروائية ومعرفة طبيعتها وما تعانيه من أزمات في التربية والتفكير والسلوك، وبما أن هناك اقتباسات (واقعية/حقيقية) متعلقة بالأحداث، كما هو الحال عندما تحدث “يوفال” عن “فارس عودة” واستشهاده، وما جاء عن حفلة زواج “الشيص” ووجود مجموعة من الأغاني الشعبية واقتباس مجموعة من الأخبار الحقيقية كل هذا جعل من الرواية متميزة على صعيد الشكل وعلى صعيد المضمون.
قبل الدخول إلى ما في الرواية نعطي صورة عامة عن طبيعة الشخصيات فيها “نسيم” زوج “سارة” سارة تخونه مع “يوفال” زوج “ريغيف” التي تتركه لجبنه أمام الماء، فهو لا يستطيع أن يسبح ويهاب الماء إلى درجة تجعله عاجزا عن فعل أي حركة، “سارة” لا تتوانى إشباع جسدها من أيّ كان، حتى أنها تطلب الفلسطيني “الشيص” لتأخذ حاجتها منه، لكنه يرفض طلبها وهو الأسير عند والداها العقيد “مزراحي” وبعد أن يفرج عنه يرفض طلبها أيضا، “نسيم” موقن أن زوجته “سارة” تخونه، لكنه أجبن من أن يواجهها بهذه الحقيقة، كما أن والدها العقيد “مزراحي” يطلب منها أن تقوم بإغواء “الشيص” لكي يتم إسقاطه عندما كان أسيرا عنده لكنه يتجاوز تلك التجربة الصعبة، أما “نسيم” فكان يحصل على حاجته الجسدية من خلال الممرضة الأثيوبية “بانينا وهذا ما يعطي صورة عن طبيعة التجمع الصهيوني وانحلاله أخلاقيا واجتماعيا، فهو لا يعرف الحشمة ولا الوفاء، ويتعاطى مع الجسد كالحيوان تماما، فهو لا يعطي القيم أو الأخلاق أي قيمة في سلوكه وطريقة تعامله مع الشهوة الجسدية.
“نسيم”
“نسيم” الشخصية المركزية في الرواية والذي يبدأ بسرد أحداثها، يحدثنا عن معانته مع سارة: “لعتك الله يا سارة، أيتها الغانية الرخيصة، أنت تأخذين، وبانينا تعطي، ثمة فرق بين الأخذ والعطاء، ثمة فرق بين من تتهمني بالجنون، وبين من تعبد جنوني، وتحولني بين يديها ملكا صغيرا يأمر فيطاع، في مملكة السحر واللذة والنشوة.
يخيفني حملك الذي أعلنت عنه بلا حماسة، بطنك المستدير الذي يكبر يوما بعد يوم يخفيني” ص14، اللافت في هذا الاعتراف بأنه صادر بصوت “نسيم” وليس بصوت السارد، وهذا ما يكشف حقيقته/طبيعته/طريقة تفكيره، فهو يعري نفسه أمام القارئ الذي لا يجد فيه سوى شخص يبحث عن الشهوة واللذة دون مراعاة لمسألة الأبوة التي تهم كل رجل.
ويحدثنا كيف دخل منزله وهو يسمع أصوات حب وغنج من زوجته وعشيقها “يوفال”: “أدير مفتاح الباب في القفل بهدوء شديد، الباب مغلق من الداخل، فجأة أسمع أصوات ضحكات ماجنة تضرب رأسي، أدق الباب المغلق، دقائق قبل أن تفتح سارة الباب، بينما يظهر خلفها غريمي، صديقي الذي لم أكن أتوقع أن أراه هنا، ذلك الثعلب الذي لم يقل أي كلمة، نظر في عيني مباشرة ثم خرج، كانت يداي مقيدتين، وكانت عيناه مليئتين بالانتصار والشماتة” ص18و19، هذا المشهد يدين ثلاثة شخصيات، “نسيم” العاجز، “سارة” الزوجة الخائنة، “يوفال” الصديق الخائن، هذا التجمع المنحل أخلاقيا الذي لا يعرف الوفاء ولا الإخلاص، بالتأكيد من السهل هزيمته وكسره وتحطيمه، فلا يمكن أن يكون هذا التجمع إنسانيا، أو يمكن أن يشكل مجتمعا كباقي المجتمعات، فهو فاقد لأبسط السلوكيات الإنسانية، الوفاء، وفاء الزوجة لزوجها، ووفاء الصديق لصديقه.
وعندما يريد أن يقتص من “سارة” الخائنة يقتص منها بالخيانة: “هذه الليلة ستكون لي، وكذلك الصباح، والظهيرة القادمة، سأتصل بصديقتي الأثيرة بانينا في المكتب، سأدعوها إلى غداء ساحر، سأدعوها إلى البيت
ـ هل أصبحت مجنونا يا نسيم؟
ـ نعم …مجنون، هذا جنون من نوع خاص، جنون يمنح المرء معنى لحياته
ـ ماذا لو جاءت سارة؟” 103و104، هكذا تحدث “نسيم” مع نفسه، فنجد عجزه عن الفعل وعدم قدرته على اتخاذ موقف واضح وصلب تجاه خيانة زوجته، مما دفعه إلى خيانتها مع “بانينا” فحتى وهو يريد أن يقدم على القصاص نجده خائفا عاجزا مترددا وهذا يعود إلى سطوة والدها العقيد “مزراحي” الذي تحتمي به “سارة” وبمركزه.
“سارة”
الزوجة المدللة، الجميلة، الجامحة، التي لا تشبع من الجنس، فبعد أن تجد “نسيم” ضعيفا منكسرا، تخاطبه بطريقة فوقية وكأنه تلميذ/خادم عندها: “الشك يأكل قلبك، حياتك مليئة بالخوف والكوابيس، لست رجلا يا نسيم، لست رجلا، أحتال على ذكورتك بألف طريقة كي لا أشعرك بنقصك، وها أنا ذي عارية أمامك، أرني ماذا ستفعل؟ أعرف أنك لن تفعل شيئا، لقد مللت منك، سأترك لك البيت، سأترك كوابيسك ومرضك ولزيارات جدك” ص86، طبعا هي لم تترك البيت، وجعلته ملهى لها ولعشيقها “يوفال” تبدأ بالبحث عن شخص جديد يقدر على متطلباتها، فتجد في “يوفال” صاحب الجسد القوي والعضلات البارزة مبتغاها، وتبدأ معه لعبة الإثارة بعد أن استدعته لمنزلها: “سارة تضحك، تبالغ في تحريك جسدها استجابة لتلك النكات، حتى تهز صدرها، ويثور/ وحتى ينحسر ثوبها القصير عما تبقى من بياض الرخام/ ويرسل رسائل في اتجاه واحد” ص81، نلاحظ أن السرد جاء من خلال السرد الخارجي، لكن هذا لم يؤثر على التعرف على حقيقة “سارة” التي تحدثت عن مشاعرها ورغباته بكل فجور، حتى أنها ترفض أن تكون أما، لأن الأمومة تشوه جسدها: “الإنجاب يشوه جسمي، الإرضاع يشوه صدري، لقد خبرت هذا الجمال يا حبيبي بنفسك/ وأنت تقدره دون شك، لن يكون هناك طفل ينغص لذة وحدتنا قبل سنوات، حتى حين يأتي لن أرضعه إرضاعا طبيعيا” ص203، وهذا ما يجعلها فاقدة للإنسانية، ناقصة الأمومة، فالأم الحقيقية تحن على رضيعها وتلقمه ثديها، لكنها لا تعرف ولا تريد أن تكون أما، وتريد أن تبقى جميلة، لكي تجذب الآخرين لجسدها، فهي وجدت لخدمة جسدها وليس مشاعرها كأنثى ترغم بالإنجاب.
بعد الخلاف مع “يوفال” الذي صارحها بخوفه من البحر وعدم قدرته على مجاراتها في ممارسة الحب في الماء، تأخذ في التصرف بطريقة عنصرية حتى تجاه كل ما تراه أمامها: “رأت رجلا أسمر اللون، ربما كان إفريقيا، بصقت عليه، نظر إليها مندهشا، وهي تقول: غوييم!
لم يفهم الرجل سبب غضبها، قال لها بلطف:
ـ عفوا يا سيدتي أنا يهودي مثلك
ـ بل مثل بانينا” ص211 و212، بهذا الشكل تكشف “سارة” عن طبيعتها كونها يهودية أوروبية، تتعامل مع الجميع بفوقية وعلو، فطريقة تعاملها مع زوجها انعكست على الآخرين، وهذا يبين أنها مختلة التفكير ولا ترى في الآخرين بشرا مثلها.
“يوفال” الرجل صاحب الجسم القوة والعضلات البارزة، تتركه زوجته “ريغيف” بسبب جبنه وخوفه من الماء، مما يجعله يبحث عن أخريات يلبين رغباته الجسدية، فيجد في “سارة” مبتغاه، إلى أن تطلب منه الذهاب إلى البحر ويصارحها بحقيقته: “أنا أخاف البحر يا سارة، أخاف الماء، دعيني وشأني، لا أريد أن أختنق… لا أريد أن أموت غرقا” ص220، حال “يوفال” كحال “نسيم” كلاهما عاجز، نسيم يعلم جيدا أن المحرقة ما هي إلا كذبة اخترعها الصهاينة، و”يوفال” يعاني من الفكر الصهيوني الذي يثقل كاهله، فيجد في الفلسطيني صورة أخرى غير تلك التي تلقنها له دولة الاحتلال: “لو رأيت فارس عودة مرة واحدة، أنا الذي كنت ألاحقه، لائذا بمصفحتي، شعرت أنه أقوى… يستمد شجاعته من الأرض، أما أنا فألوذ بالمصفحة، لم أحتمل أن أراه يخرج كل يوم، ليقاتل ضعفي وعجزي… كان لا بد أن أفعل ما فعلت، أن أنثر لحمه ودمه في الشارع، ولكنه كان يبتسم، مات هو يبتسم، كنت أظن أن أمه لن تنتظره بعد ذلك، ولكنني كنت مخطئا يا يوفال.
حين خرجت من غزة رافقني شعور بالهزيمة، طغى على قلبي هذا الشعور، الهزائم المتلاحقة كسرت قلبي، كرهت الحلم الذي صفقت له كثيرا، لم يهزمنا جيش قوي يا يوفال، هزمنا أطفال غزة والنساء اللواتي يواجهن رصاصنا بحجارة الأرض” ص245و246 وهذه المصارحة للذات دفعت “يوفال” للانتحار، فهو يعيش حالة من الصراع بين متناقضات، فكرة قوة الدولة وقوة شعبها، وهم في الحقيقة منهارون منكسرون، لا يقدرون على الفعل، حتى أن زوجته تركته لعجزه وجبنه، بين الآخر، الفلسطيني الأعزل الذي يواجههم بحجر وهم المتحصنون بالمصفحة.
عنوان الرواية
عنوان الرواية يشير إل حالة المرض/العجز/الانكسار الذي تعانيه شخصيات الرواية، “نسيم” مريض نفسيا حتى انه يتعالج من مرضه، فهو يعني أنه مريض وغير سوي: “مسح زجاج المرآة خائفا، راح يتأكد أن الظل القابع في عمق المرآة لا يشبهه أبدأ، وضع يده على لحيته الخفيفة، تأكد من أنه لا يضع نظارته فوق عينه، ضحك من نفسه حين فعل ذلك، إذ ليس من المعقول أن يستحم حماما كاملا دون أن ينزع تلك لنظارة، ولكن رجل المرآة كان يلبس نظارة، حدث نفسه: إن ذلك الرجل أسمر البشرة، وهو أقصر مني، عيناه عسليتان، وهما أكثر حزنا وعمقا.
الظل
عاودتني الهلوسات مرة أخرى” ص21و22، هذا الأمر متعلق ب”نسيم” لكن إذا علمنا أن “سارة، يوفال، مزراخي” يعانون نفسيا وهذا ظهر في سلوكهم، وما انتحار “يوفال” وطريقة بحث سارة عن رجل يلبي طموحها في الجنس، إلا تأكيدّ أن الشخصيات تعاني من أمراض نفسية واجتماعية، حتى “بانينا” التي آثرت العودة إلى وطنها أثيوبيا لتتخلص من حياة عير سوية عاشتها في بيئة وأرض لا تنتمي لها.
المكان
المكان أساسي في الرواية حيث يذكر السارد “البلدة الفلسطينية “عنبتا” والتي ينتمي لها “الشيص” الذي يرفض أن يجامع “سارة عندما يأتي بها والدها العقيد “مزراحي” لتكون وسيلة إسقاطه، والمكان الآخر هو مستعمرة “عناب” الذي تقطنه “سارة ونسيم” وإذا علمنا أن المكان الأول مسقط رأس “الشيص” المنتمي لوطنه، الرجل القوي الذي قضى نصف عمره في الأسر، وبين المكان الثاني ومن يقطنه “سارة، نسيم مزراحي” وما يفعلونه من موبقات وخيانة والبحث عن الشهوة الجسدية بكل الطرق والوسائل، نعلم طبيعة المكانين وكيف أن المكان الأصيل ينجب مخلصين، والمكان المستحدث يبقى في مهب الريح.
الرمز
رغم أن الرواية تتناول أحداثا تبدو (واقعية)، إلا أن هناك بعض الفقرات جاءت بصورة رمزية، منها حديث “نسيم” عن صندوق جده الذي يحوي الحقيقة، يوصيه جده: “قال لي قبل أن يموت: هذا صندوق جدك، حافظ عليه، إياك أن تفتحه قبل أن تشعر بالحاجة إلى ذلك، صندوق جدك يحوي الحقيقة التي تبحث عنها، افتحه حين تفقد اليقين” ص16، وإذا علمنا أن الصندوق فيه ملفات تكذب وتفند المحرقة نعلم حجم التضليل الذي تمارسه دولة الاحتلال ليس على اليهود فحسب، بل عل العالم أجمع.
كما أن الحوار الذي يتم بين سارة وسيلفان الطبيب النفسي حول المفتاح يحمل فكرة عودة الفلسطيني لوطنه: “ألم تخافي من المفتاح؟
ـ أجل، كان مخيفا” ص193، وهذا ما منح الرواية جمالية أخرى تضاف إلى ما جاءت به من جمال، إن كان على صعيد الفكرة أم على صعيد الشكل الذي قدمت به.
السرد الرواية
من جماليات الرواية وجود خروج على وتيرة السرد، حتى أن السارد يكشف هذه الأمر في مقدمة الرواية: “رجل المرآة هو أنا، أنا بشحمي ودمي، أنا المؤلف، أنا يوسف حطيني، وليست الشاهد أو المراقب، أنا السارد المغيب الذي أرادت له النظرية الصهيونية أن يصمت، أو أن يقول: أنا لست موجودا.
هكذا دون لبس، أعترف، بوصفي ناقدا وأكاديميا وباحثا، أنني موجود في أتون الرواية، موجود بقوة الفعل الكتابي، دون مواربة، أحضر في مقاطع الرواية لانتزع من السار جدارة الحكي، وأتدخل على غير عادة المؤلفين، غير مستمع لنصائح كنت أسديها بمنفسي لمن يكتب الرواية، أحضر لأوكد من خلال الشعر والوثيقة والتقرير الصحفي والتلفزيوني زيف ما يدعيه الذين سلبوا مني البيت والبيارة والأحلام، ولأنيط بالرواية دورا تثقيفيا يسعى إلى محاورة النظرية المضادة ودحضها ” ص7، هذا القول نجده في متن الرواية، فهناك مقتبسات من الصحف، وحتى صور لشخصيات مثل غسان كنفاني، وبطاقات دعوة لحفلات زفاف ـ زفاف الشيص ـ كما نجد دخول السارد مباشرة إلى النص الروائي:
“ـ من أنت؟
ـ أنا مؤلف هذه الرواية” ص156، هذا الأمر جاء بعد أن تحدث المؤلف مباشرة وبطريقة صريحة عن الهجرة اليهودية” مما يبرر تداخله روائيا، بمعنى أنه لم يتحدث كمؤلف للرواية من باب الحشو والتقليد، بل جاء تدخله من باب تجميل النص الروائي، ومن باب الثورة/التمرد على ما جرى ويجري في فلسطين.
ونجد مثل آخر في هذا التدخل عندما يقول نيسم: “ربما كان جدي هو الأقوى، ولكن الآخر لن يستسلم فيما يبدو لي.
أنت تقول الحق يا نسيم، لن أستسلم، أنا السارد المؤلف الذي يروي هذه الرواية، أنك تسكن بيتي، وتتنفس حصتي من الهواء” ص189، وهذه الطريقة هي ما يُجمل السرد الروائي ويجعله تدخل المؤلف وكأنه تمرد/ثورة على الواقع، واقع الفلسطيني وواقع السرد الروائي.
وعندما يتحدث عن حفلة زواج الشيص نجد المؤلف يخرج من مكمنه ويظهر لنا انفعاله ويضع الرابط الذي يصور حفلة الزفاف: “ربما تتخيل عزيزي القارئ أن هناك مبالغة فيما ذكرت عن عرس الشيص، هذا ليس خيالا روائيا أبدأ إنه الحقيقة التي أعجز عن تحويلها إلى كلمات، ويمكنك إذا امتلكت الرغبة والوقت أن تزور مقاطع هذا الفرح العامر على الرابطين التاليين:” ص235، بهذا الشكل استطاع السارد/المؤلف أن يقدم عمليا روائيا جديدا، ممتعا، يحمل مضمونا وطنيا، قوميا، إنسانيا، وشكلا أدبيا جديدا يتجاوز ما هو عادي.
الرواية من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، وزارة الثقافة، دمشق، الطبعة الأولى 2020
الكاتب والناقد رائد الحواري
بداية التحرير ان شاء الله