لا أحد يستغرب العنوان ذلك ان أمريكا ارتكبت كل جريمة على وجه الأرض منذ بدء الخليقة وستبقى كذلك الى ان يرث الله الأرض وما عليها فهي إما انها ارتكبتها حقا او انها استلهمتها والجريمة الوحيدة التي لم ترتكبها هي الجريمة رقم صفر وهي جريمة وجودها لان هذه الجريمة الوحيدة التي يمكن اعتبارها جريمة العالم أجمع وليس لأمريكا بها لا حول ولا قوة.
أمريكا التي صنعت وأفرزت الجرائم ولا زال العالم يتعامل معها على انها سيدة العالم الحر ونموذج الديمقراطية ولا زال يستقبل قادتها على انهم بشر مثل باقي البشر ويحاول تقليدهم ويحترمهم هو نفسه أيضا الذي بات يحترم افرازات أمريكا حتى وهي تقتله فكم من دول وشعوب العالم وقعت او لا زالت تقع تحت رحمة الجريمة الامريكية ومع ذلك لا احد يجرؤ على قطع علاقته بالولايات المتحدة ولا احد يجرؤ على معاداتها على ارض الواقع فهي عادة ما تجد من يقتل نيابة عنها ويعود الجميع اليها ليستفتوها بموتهم وهي تقوم بهذا الدور علنا وعلى رؤوس الأشهاد وبقبول القاتل والمقتول فلا احد قطع علاقته بها ولا احد حرمها من خيراته ولا احد مارس حقه بفرض الحرمان على قاتله فهي قتلت في العراق ونهبت خيراته ولا زالت وهي جلبت معها الى هناك كل دول العالم لتقاتل معها وحين انتهت طردتهم جميعا وبقيت هي لتستولي على خيرات العراق وهو ما لا زالت تفعله في كل مكان على وجه الأرض وبكل وقاحة.
يقول الامام علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه ” حين سكت أهل الحق عن اهل الباطل، توهم اهل الباطل انهم على حق ” وهو ما يجري اليوم على الأرض حقا فالجريمة الأولى التي ارتكبتها أمريكا الدولة بذاتها بضرب اليابان بالقنابل النووية حصدتها سطوة وسيطرة على الارض ورسمت خارطة العالم كما تريد ومنحت لنفسها ومنحها العالم الجبان المرتجف من قنبلتها النووية مكانة الزعامة ورضخت لها قارات الأرض وفي المقدمة منها القارة التي صنعتها ” أوروبا ” بعد ان تنازلت لها طواعية عن دور الحاكم للارض وقبلت بان تصبح ملحقا تافها لها.
اليوم تمارس أمريكا مقتلة عجيبة غريبة على ارض قطاع غزة وطوال عشرة شهور وبيد قاتلها المأجور تواصل الولايات المتحدة سفك دماء الشعب الفلسطيني والقضاء على قضيته علنا والمصيبة ان الجميع ينتظر قرارها والمصيبة الاكبر ان العالم يعرف كل الحقيقة ويراها ويسكت حتى وصل الامر بالولايات المتحدة ان تستقبل قاتلها المأجور علنا وفي بيتها وتصفق لها كما لم تفعل لزعمائها.
القاتل المأجور كما أمريكا نفسها صدق كل شيء فصال وجال وكذب ومنح الألقاب وهاجم من اراد وبرأ من اراد حتى انه هاجم اهل المضيف نفسه وصفقوا له بلا خجل فلماذا اذن لا يواصل القاتل مقتلته ما دام المقتول يخجل من اتهام قاتله ولماذا اذن لا يواصل القاتل جريمته ما دام هناك من يصفق له او من يتعامل معه بأدب يبدو انه يصل حد الخوف منه ومحاولة حماية الذات منه وهو بالتأكيد يدرك ذلك وغدا لن يجد من يمنعه عن الذهاب حيث شاء ورفع سيفه الحديدي على رقبة أيا شاء وعلى العالم الذي ضحى بعديد الشعوب ويضحي الان بالشعب الفلسطيني بأبشع الصور ان يتذكر ان تكرار ما يجري في اي مكان من العالم أصبح حقا امريكيا مطلق فيا أهل الأرض جميعا سلموا رقابكم كالنعاج لسيف امريكا وقاتلها الماجور هنا او هناك واذا لم تحطموا صنمكم هذا الذي صنعتموه فهو سيأكلكم لأنكم صنعتم صنما من نار تأكلكم اذا جاعت لا صنما من تمر تأكلوه اذا جعتم.
الأديب عدنان الصباح