قصة بعنوان (صاحبة العقار)للقاص محمود حامد شلبي

جلست أمام المحل الكبير تفترش ببضاعتها رصيفًا في شارع من أكبر شوارع المدينة، كانت ملامحها الحزينة وكأنها مرآة تفضح آلامها الدفينة التي لا تبديها لأحد فلا أحد سيهتم بامرأة مثلها تخطت الست منذ بضع سنوات.

خرج أحد عمال المحل؛ لينهرها ويثنيها عن المكوث أمام متجرهم، ويخرج من خلفه صاحب المحل، الذي اصطدمت نظرته بنظرة المرأة التي تحولت من الحزن إلى الصرامة، فأمر عامله بدخول المحل وألا يتعرض للمرأة بأذى، فهي صاحبة العقار الذي يستظلون بالعمل في أحد أجزائه منذ عقود إنه ذلك المحل الذي ينقدون صاحبته بضع جنيهات كل شهر، في حين أن قيمة الإيجار في ذلك الشارع لمحلات أقل مساحة قد صار بضعة آلاف في الشهر الواحد.

إنها مالكة العقار، ولكن المنتفعين هم المستأجرون من أجل ذلك العقد البغيض المدعو بعقد المشاهرة.

وظلت نظراتهما المتبادلة تكشف عن وجود سابق علاقة ومعرفة بينهما.

إن نظرتها تقع من نفسه وقع السهام بينما لا تكشف نظرته عن شيء، إنه فقط يرثى لتلك المسكينة وما آل إليه حالها.

إنه لا يعتبر نفسه سببًا في مشكلتها بل قل بلواها، إن هذه البائسة (مليونيرة) ولكن مع إيقاف التنفيذ، إنها صاحبة العقار.

القاص محمود حامد شلبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *