عذرًا نيوتن(أقصوصة) ل د. سعيد محمد المنزلاوي

كانت تضغط بضلوعها على قلبها، تعتصره عصرًا، ومع كل نبضة من نبضاته المجهدة، كانوا يتساقطون تحت أقدامها أشباحًا مشوهة بلا وزن، لكن ارتطامهم بالأرض أحدث دويًّا تصدعت له جنبات روحها المكلومة.

تساءلتُ في عجب: كيف يسقط من لا وزن له، وحري بهم أن تعبث بهم الريح، وتركلهم بعيدًا؟

أجابت في أسى: هذا قانون جديد، اسمه قانون المشاعر، لما بان زيفهم، فقدوا مكانتهم، ولم يعد لهم حق في سكنى القلب؛ فانحدروا إلى الهاوية، كي نسحقهم.

تساءلتُ مرة أخرى: لكن سقوطهم أحدث دويًّا ينم عن ثقلهم.

أجابت كقضية مسلم بها: أثقلهم ما خلفوه وراءهم من جراح النفس.

بعد أن نفضت يديها منهم، انتظمت دقات قلبها، تأملت عينيها، كانتا واحتين في صحراء عمرها المجدب، طلبت مني أن أغمض عينيَّا، لأجدنا نتجول فيهما متشابكي الأيدي.

د. سعيد محمد المنزلاوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *