سقط المسكين في عمق حفرة، وعندما انقطع عنه حبل النجاة، تحولت أيام الجوع إلى كابوس مستمر. بعد فترة من الألم، اتخذ قرارا مريرا… قطع ساقه اليسرى ليقتات منها. ثم، عندما استنفد لحم ساقه اليسرى، اضطر لقطع ساقه اليمنى، عسى أن يجد فيها سلوى لجوعه القاتل. ومع مرور الوقت، كان فمه يمتد إلى يده اليسرى رغم الألم الرهيب، وكأن الجوع قد تحول إلى كابوس دائم لا يزول.
عندما جاء المنقذ مبهرجا ، مصحوبا بالكاميرات ووسائل الإعلام استعدادا للنشرة، كان وجهه خاليا من أي تعاطف، برغم الابتسامة المزيفة التي يلبسها. اكتشف الرجل أن الحفرة لم تكن سوى وهم، والنظام الذي زعم أنه “المنقذ” كان يعبث بآلامه، يتغذى على معاناته ويغذي جوعه الوهمي. لم يكن هذا الشخص يغذي نفسه، بل كان يغذي نظاما جشعا يستهلك لحم ضحاياه كنوع من التسلية، تماما كما يتسلى الأطفال بسماع الحكايات المخيفة.
بعد مدة، استيقظ في المستشفى، وهو مربوط بحبال تمنع تحركه، ليكتشف أنه في مستشفى المجانين، فاقد لعقل و ساقين وبعض يده اليسرى.
الكاتب بوشنب احسن