كان الطريقُ
يصاحبُ الجدولْ
ويقدم النعناعَ أغنيةً
إلى العندلْ
والشمس تقتسم الظلالَ
مع الرصيفِ
فيعلن الشادوف في أرقٍ
نهاية شعره المرسلْ
وعلى اليمين كنيسةٌ
تمشي إلى نصف الطريقِ
وحارس أعزلْ
جميزةٌ تستقبل الزوارَ
باسمة لهم
تعطي ولا تسألْ
ـ ـ ـ ـ ـ
يحتاج حقلُ البرتقالِ
لسارق مثلي
يكون القاطفَ الأولْ
ماذا تريدُ فراشةٌ
من زهرة الياسنتِ
أن تفعلْ؟
ماذا يقول مزارعٌ
لحمامة وقفتْ
فلا تأتي
ولا ترحلْ
هل يملك الصفصافُ والكافورُ
أوراقًا موثقةً
لأملاكٍ على الجدولْ؟
ـ ـ ـ ـ ـ
لا شيء يختصر المسافةَ
غيرُ قاطرةٍ تعربدُ فوقها
يجري الطريقُ
ونحن لا نرحلْ
هذا البراحُ يقودني
أدراجَ أروقة
من المجهولْ تستكملْ
وأسير مندفعًا
وفي الطرقاتِ أشباحٌ تعايرني
لأني قد تركتُ الصبحَ
في المنزلْ
ـ ـ ـ ـ ـ
جرسٌ يدقُّ
فأدفع الرفقاء مستبقًا
إلى المدخلْ
كان النسيمُ مشوَّهَ العينينِ يرمقني
وكنت عليه لا أسألْ
في آخر السرداب ألمحُ
زهرةً تمشي بلا أرجلْ
كيف السماء بجلها بالسقفِ تستبدلْ؟!
ومساحة الرؤيا تضيقُ
لحجم دائرة تثورُ
فتكسر البرجلْ
والشمس مرغمةٌ
من الشُّبَّاكِ أن تأتي وأن ترحلْ
ـ ـ ـ ـ ـ
في حينٍ يملكني التثاؤبُ
كان صوتُ مدرسِ الأحياءِ
يعطيني قوانين الوراثةِ
وقتها نامتْ على جسدي النحيلِ حقيبتي
ووضعتُ خدي فوقها
نمنا ولم نخجلْ
د. طه النفاض