“قضية فلسطين وضرورة حلها الدائم”ل د. سعيد محمد المنزلاوي

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي:


إن أصل الشرور في الشرق الأوسط في المائة سنة الأخيرة هو (اغتصاب فلسطين)، ويقف المجتمع الدولي عاجزًا عن إنفاذ الشرعية الدولية في قضية عمرها جاوز السبعة عقود. فقضية فلسطين هي قضية العالم التي لم يستطع حلها حتى الآن.
وترجع جذور الصراع العربي الإسرائيلي إلى ظهور الصهيونية ‌والقومية العربية قرب نهاية القرن التاسع عشر، وبلغ ذروته في حرب واسعة النطاق في عام 1947 تخلله حملة تطهير عرقي وتهجير للفلسطينيين من قراهم ومدنهم، وتحول إلى الحرب العربية الإسرائيلية الأولى في مايو 1948 عقب إعلان قيام دولة إسرائيل.


حقيقة الصراع:


لم تكن فلسطين بداية هي الوطن المختار للمشروع بسبب الكثافة السكانية العالية فيها لكنها كانت الأكثر جاذبية للمهاجرين وللممولين لإمكانية ربط المشروع بهدف ديني. حيث وظفت الحركة الصهيونية مفهوم «أرض الميعاد» التوراتي في الترويج لإقامة وطن لليهود في فلسطين، ودعت لعودة اليهود إلى الأرض المقدسة، مستفيدة من أطماع القوى الأوربية الاستعمارية في الشرق وكونت جمعيات ومؤسسات ومدارس بحثية من أجل العثور على أي أثر يثبت حقها للعودة، وإن تناقضت مع الاكتشافات الأثرية الحديثة، كما أن 95 % من اليهود المعاصرين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين، كما ذكر المفكر جمال حمدان في كتابه الشهير اليهود أنثروبولوجيًا.

حلول سابقة:


1) اتفاقية أوسلو؟ وهي اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين عام 1993 تنص على إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية مقابل اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل. لكن عارضها الكثير من قيادة منظمة التحرير.


2) مبادرة السلام العربية: أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين عام 2002 في القمة العربية في بيروت وتبنتها الدول العربية بل والإسلامية.


3) خارطة طريق السلام: وضعت في 24 يونيو 2002 تصورًا لإقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة بنهاية العام 2004، وسيتعين على الفلسطينيين العمل من أجل قمع «المتشددين». أما إسرائيل سيتعين عليها الانسحاب من المدن الفلسطينية وتجميد بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة.


4) حل الدولتين: بإنشاء دولة فلسطين على جزء من أرض فلسطين التاريخية وهو الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، بجانب الدولة الإسرائيلية الحالية. إلا أن الإعلان قد تم من طرف واحد دون أن يكون لذلك تداعيات عملية على أرض الواقع.


5) حل الدولة الواحدة:
هو إنشاء دولة واحدة في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة بحيث يكون للسكان العرب واليهود مواطنة وحقوق متساوية في الكيان الموحد ثنائي القومية، وبينما يتبنى البعض هذا التوجه لأسباب أيدولوجية، فإن البعض الآخر يرى فيه الحل الوحيد الممكن نظرا للأمر الواقع القائم على الأرض.


6) صفقة القرن هو مقترح وضعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث تهدف هذه الصفقة لتوطين الفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنهاء حق اللجوء.
لكن، ما هو مصير الاتفاقيات وهل توصلت لحل مرضٍ؟
بمناقشة هذه الحلول نجد أنها لم تلتفت في سعيها للحل إلى السبب الحقيقي وراء اغتصاب القدس. إن الحلول كانت حلولًا سياسية تعنى بالمكان ليس ببعده الديني ولكن ببعده الجغرافي ولذلك فشلت محاولات السلام والتقسيم والتطبيع.


ما الحل إذن؟


1) الانتفاضة: هناك بارقة أمل في الانتفاضات، إن معركة طوفان الأقصى، يوم السبت 22 ربيع الأوَّل 1445 هـ (7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 م)، ردًّا على «الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى المبارك واعتداء المستوطنين الإسرائيليين على المواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة والداخل المحتل؟


2) المقاطعة: قامت العديد من الهيئات بإصدار قائمة بالشركات التي تدعم إسرائيل. وتوضح تلك القوائم أسماء الشركات وطبيعة علاقتها الداعمة لإسرائيل. ودعت تلك الهيئات إلى مقاطعة تلك الشركات كنوع من الضغط الاقتصادي عليها لوقف دعمها لإسرائيل.


3) الحديث عن القضية الفلسطينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة والتحدث إلى الناشئة عن القضية الفلسطينية، فلن يضيع حق وراءه مطالب.
الدعاء لهم بالنصر، وكم يصنع الدعاء من معجزات، لعل دعوة مخلصة من قلب نقي توافق ساعة إجابة يهيئ الله بها النصر للفلسطينيين.

د. سعيد محمد المنزلاوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *