قصة بعنوان(ما بين الواقع والخيال) للأديبة شامة منصور

أنا فتاه أبلغ من العمر أربعين عامًا، لم أتزوج بعد. عشت حياتي أتمنى من الله أن يرزقني الزوج الصالح، لكنَّ إرادة الله أن أعيش وحيدة بلا أب بلا أم بلا إخوة. وحيدة، حزينة. أذهب إلى عملي صباحًا لا أصدقاء ولا صديقات. لكن رسمت لنفسي عالمًا في الخيال؛ كلما رجعت إلى منزلي أخذت تليفوني، وفتحت على الإيميل الذي صنعته بنفسي لنفسي، والاسم الوهمي الذى أطلقته عليه. وبدأت اكتب له:

– صباح الخير يا صديقي، لقد رأيتك اليوم مهمومًا. ماذا بك؟

– أشكرك على سؤالك. متعب جدًا، العمل شاق والأجر ضعيف.

وبدأنا نتداول المحادثات حتى أصبحنا لا نستطيع الاستغناء عن بعضنا البعض.

وأذهب لتناول الغذاء:

– ماذا أعددت للغذاء؟

– لم أفعل شيئًا. هو لازم أعمل أكل؟ سوف ألتقم لقيمات وفقط.

ونكمل الحديث.

وفى يوم أخر، أنظر من نافذة غرفتي، أطالع الناس في أماكنهم، هذا بائع حلوى ينادي، الله! نفسي أشترى منه، لكن، لا. إيميلى الوهمي موجود.

صديقى الوهمي:

– لقد رأيت حلوى.

– حالا هبعتلك.

الباب يدق

– من؟

– أنا بائع الحلوى.

أخذتها وأكلت منها حتى شبعت.

ودخلت لصديقي

– ألو، صديقي، شكرًا على الحلوى.

– طعمها جميل؟ بالهناء والشفاء يا صديقتي.

وعشت أيامى هكذا؛ كلما اشتقت لشيء أفعله؛ دخلت إلى إيميلي الوهمي. والغريب، أنه أشبعني عن العالم كله.

ولكنْ اكتشفت أنني مريضة، نعم مريضة نفسيًّا، وأحتاج إلى طبيب نفسي.

سألت نفسي، لمن أذهب؟

لمن أذهب؟

والنتيجة كانت أنني دخلت إلى تليفوني، وكتبت لصديقي الوهمي:

-لو سمحت اختر لي طبيبًا نفسيًّا؛ حتى أتعافى.

فقال لى:

-أنا طبيب نفسيٌّ. ولماذا تذهبين لغيري؟

فقلت له: لا تمزح؛ فأنا متعبه جدًا، لا أكل ولا نوم.

فقال لي:

استعيني بالله وقومي لصلاتك. ونصحني بركعتين في جوف الليل.

فقمت، ودعوت الله أن يمنحني زوجًا صالحًا، يملأ حياتي. والآن، أنا في انتظار الحقيقة، تنتشلني من هذا الخيال.

الأديبة شامة منصور

One thought on “قصة بعنوان(ما بين الواقع والخيال) للأديبة شامة منصور

  1. كلمات مليئة ألم و امل والإصرار على التواصل، حتى ولو كان عبر عالم خيالي ،الحديث مع صديق وهمي قد يكون بداية لفهم عمق مشاعرك ،ولكنها قصه جميلة احسنتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *