هل تسمحي لي:
أن أمدُ يدي الٱثمة
لوجهكِ النوراني كهلال العيد؛
كم أريد أن أوقف الوقت لأعتذر!
عن مغادرتكِ…
وأتاملكِ كما يتأملُ أعمى؛
عتبات الجنّة وتدفق النهر!
ولازلت انتظركِ
سامحيني…
لأني قتلت معاني إسمي
بكل الأفاعي السامة
وشطبت لقبي
الذي كان في المهد وتجبرت
وقلت لا أريدكِ
فإذا الوفية سألت بأي حق تآذت
فكل المسوغات التافهة أمامكِ؛
الآن انتحرت
وكل الكلام أمام عتاب عينيكِ؛
صمت
وكل الفرص على عتبة صبركِ؛
شنقت
فكيف وسعتني رحابة صدركِ؟!
نعم اعتذر ..
على كل المشاعر التي أصبحت باردة
ونسيت بل تناسيت..
أيام عزكِ
وأنا استظلّ تحت شجرة عطائكِ
والشموع التي انتظرت لأكبر ذابت
ولم أعد لأطفأها..
أمام محراب صبركِ
بل سكبت؛
وقود الجحود فوقها واحرقتكِ
أعتذر..
على كل الفراغات..
التي لم أعرها انتباهًا
وأنا ألتهي في ملاهي الضلال هروبًا
على كل الدموع التي لم أمسحها
على كلُ الليالي التي اختمرت ..
من قلقكِ
فكم أهملتك وحيدةً زمنًا طويلًا
وفي الغيب عن الوعي شتمتكِ
اتأمل صبركِ
عن كل الفوضى التي تركتها ورائي
عن قسوة قلبي حين تركتكِ
وهجري للبِر حينَ اشتدَّ العضد …
ضيّعكِ
حياتكِ تدور حولي..
كأغنية حزينة
صراخي الذي يغرز مخالبه في ظهركِ
ودموعكِ التي تنمو وأشواك الورود
دونَ أن تجرحَ أحدًا إلانتِ!
لظني بإعلاء شأني، علي كتم صوتكِ
يا لجبروت صبركِ
الكاتبة والباحثة وفاء داري