لا شك ان عملية طوفان الاقصى عملية فدائية مركبة انتقل خلالها الفدائي الفلسطيني المقاوم من عملية الدفاع لعملية الهجوم لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني وتحرير عشرات الكيلومترات من ارضنا المحتلة عام 1948 واستطاعت وحدات الفدائيين بإمكانياتها المتواضعة تحطيم ما يسمى فرقة غزة التابعة لجيش الاحتلال الصهيوني التي تعتبر من اهم الفرق العسكرية الصهيونية المسلحة بأهم الاسلحة الامريكية والموانع التكنولوجية والالكترونية والإنذار المبكر وغير ذلك لمنع المقاومين الفلسطينيين من الاختراق .
لكن الفدائيين الفلسطينيين من ابناء كتائب عزالدين اخترقوا كل الحواجز والموانع العسكرية والأمنية والتكنولوجية والكترونية بسويعات قليلة وفاجاؤو العدو من البر والبحر والجو وعبروا ارضنا المحتلة عام 1948 وسيطروا على عشرات الكيلو مترات في مستعمرات محيط قطاع غزة وحطموا ما يسمى فرقة قطاع غزة التي انهارت بساعات قلية وأسرو المئات من افرادها وضباطها وقائد الفرقة وعدد مهم من قطعان المستوطنين الذين تفاجئوا بالهجوم الفدائي الفلسطيني المقاوم كما تفاجئت حكومتهم وقياداتهم العسكرية والأمنية الصهيونية التي اربكت كما اربك حلفائهم بالغرب وفي مقدمتهم الامريكان الذين هرولوا للمنطقة بقضهم وقضيضهم لمواساة حكومة الاحتلال الصهيوني وحشدوا التهم العسكرية في البحر للتهديد والوعيد لحماية كيانهم المصطنع بالأرض الفلسطينية المحتلة وأطلقت المقاومة الفلسطينية على هذه العملية الفدائية الكبيرة عملية طوفان الاقصى التي انتقل بموجبها الفدائي العربي الفلسطيني من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ومن اهم تداعياتها :
اولا :ان عملية طوفان الاقصى كانت اكثر من ضرورية لمنع العدو الصهيو امريكي من تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في ارض وطنه المحتل بالإضافة الى مواجهة ومقاومة سياسة تهويد المزيد من الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وفي مقدمتها تهويد القدس وتقاسم المسجد الاقصى والعمل على اجبار العدو الصهيوني رفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة من سنوات .
اما اهم تداعياتها على الصعيد العربي :
استطاعت عملية طوفان الاقصى المباركة استنهاض قوى المقاومة وتوحيد جبهتها من دمشق حاضنة المقاومة والمقاومين الى صنعاء وطهران وبغداد الى المقاومة في جنوبي لبنان الصامد الى الضفة الغربية الباسلة وفرملت التطبيع بين بعض الانظمة العربية المتصهينة والكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة هذا من جانب ومن جانب اخر عرت عملية طوفان الاقصى وفضحت مواقف الانظمة العربية المتصهينة وفي مقدمتها مواقف سلطة معازل اوسلو التي ما زالت تشكل العامل الابرز في ملاحقة المقاومين والفدائيين بالضفة الغربية المحتلة وفي مقدمتهم ابطال فدائيي كتائب شهداء الاقصى في نابلس وطول كرم وغيرها .
اما على الصعيد الدولي :
فقد كشفت عملية طوفان الاقصى المباركة المستور لدى الانظمة العربية المتصهينة التي تتسابق مع الانظمة الغربية لتقديم الدعم والمساندة لمجرمي الحرب الصهاينة وخاصة بعد هرولة معظم القيادات الامريكية وقيادات الغرب المتصهينيين الى فلسطين المحتلة لدعم ومساندة الحكومة الصهيونية اليمينية العنصرية التي ترتكب كل يوم المزيد من المذابح وجرائم الحرب بحق الاطفال والنساء والشيوخ من ابناء شعبنا في قطاع غزة الصامد لتهجير اهلنا المتمسكين بأرضهم كالقابضين على الجمر وبالرغم من هذه الجرائم وسياسة الارض المحروقة استطاع ابناء شعبنا تجاوز كل الموانع والخطوط الحمراء وغير الحمراء لتصل جرائم العدوان الصهيو امريكي الى كل انحاء العالم لتعم المظاهرات والاحتجاجات وخاصة بين اوساط الشباب والطلبة الذين يطالبون حكوماتهم بوقف الدعم والمساندة لجيش الاحتلال وخاصة وقف ارسال شحنات الاسلحة من الادارة الامريكية الشريك الاساسي في جرائم الحرب التي يرتكبها مجرمي الحرب الصهاينة بالأسلحة الامريكية والبريطانية والألمانية وغيرها من دعم الانظمة الغربية المتصهينة وخاصة بعد حشد الجيوش وأساطيلها وحاملات طائراتها وخاصة بعد ساعات من عملية طوفان الاقصى .
وفي كل الاحوال بعد عام من العملية الاجرامية الصهيو امريكية في قطاع غزة المقاوم واستهداف المدنيين والبنى التحتية فشل العدو في تحقيق اهدافه وانهزم من غزة الى جنوب لبنان على الجبهة الشمالية ليفتح معركة وحرب تدميرية شاملة على لبنان لتحقيق ما عجز عن تحقيقه في قطاع غزة العظيم المقاوم وبنفس السلوك الاجرامي في استهداف حاضنة المقاومة في لبنان وتدمير البنى التحتية والمجتمعية بالإضافة لسياسة الاغتيالات معتقدا ومتوهما انه بهذا السلوك الاجرامي سينال من المقاومة وقياداتها لكنه حتما سيفشل وتحطيم غطرسة على صخرة صمود المقاومين الذين سيكون النصر حليفهم وتحرير فلسطين كل فلسطين والأراضي العربية المحتلة .
الكاتب أكرم عبيد