في الانتفاضة الأولى كتب الروائي الإسرائيلي اليساري ( ديفيد غروسمان ) كتابه ” الزمن الأصفر ” الذي نقله إلى العربية سلمان ناطور ومحمد حمزة غنايم .
في كتابه الذي أعود إليه أحيانا فصل أتى فيه على حياة جدته في المنفى ومعاناتها وعلى حياة امرأة لاجئة فلسطينية في أحد مخيمات اللجوء في الضفة الغربية وخلص إلى أن المعاناة تكاد تتشابه .
أمس شاهدت صورة بقايا سكان مخيم جباليا ؛ كبارا ونساء وأطفالا ورجالا ، وقسم من الرجال عرايا ، وقد جمعهم الإسرائيليون قرب بركة أبو راشد ، فتذكرت الصور التي شاهدتها في ألمانيا في العام ١٩٨٨ لليهود ، في مبنى ( البوندستاغ Bundestag ) – إن لم تخني الذاكرة – . إنها صور من واقع اليهود إبان الحكم النازي ، ولأنني في تلك الأيام أردت أن أعرف ما تعرض له الشعب اليهودي في الهولوكست ، فقد زرت في العام ١٩٨٩ معسكر ( داخاو ) قرب ميونيخ و … .
ربما ننتظر الآن كاتبا يهوديا إسرائيليا يزور غزة ليكتب عن هذا حتى يصدقنا الغرب ، فلا بد ، كما كتب محمود درويش في إحدى رسائله لسميح القاسم ، من شاهد يهودي .
أردت أن أكتب عن الخبر الذي أدرجه موقع دوز Dooz أمس تحت عنوان ” بن غفير في طريقه …. وأرصد التعليقات التي كتبها القراء لكي ألفت النظر إلى روح السخرية لدى شعبنا ثم … ثم وجدتني أتذكر الصورة وغروسمان وجدته في بولندا إن لم أنس .. . كان بن غفير في طريقه لتفقد مكان حادث الشاحنة الذي أسفر عن جرحى وقتلى وارتقاء السائق العربي ابن قلنسوة رامي الناطور .
أ. د. عادل الأسطة