ذكرى الاستقلال ومؤامرات تصفية الدولة الفلسطينية للكاتب والإعلامي سري القدوة

الشعب الفلسطيني يحيي ذكرى إعلان الاستقلال الفلسطيني وهو مؤمن بحقوقه التاريخية ومتمسك بكل ثوابته الوطنية ويمارس صموده وتمسكه بأرضه متصديا لكل ممارسات الاحتلال وإشكاله الجديدة وعنصريته وأدواته القمعية الإرهابية وجرائمه وعدوانه المستمر للنيل من الأرض والإنسان الفلسطيني، ومهما تواصلت إجراءات الاحتلال فالشعب الفلسطيني يؤمن بعدالة قضيته وبحقوقه ويقف في كل الميادين مستعدا للتضحية والفداء لأنه حمل الأمانة وهو يتوارثها جيلا بعد جيل وأن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن .

في يوم الاستقلال تستمر حملات التصفية للدولة الفلسطينية وتمارس أبشع عمليات السرقة لأرض فلسطين للحيلولة دون إقامتها وفي الوقت نفسه يقف الشعب الفلسطيني مدافعا عن حقوقه وثوابته الوطنية ومتصديا لتلك المؤامرات والتهديدات والضغوط التي تهدد مستقبله السياسي بينما يتواصل الانقسام الذي بات يدمر الكل الفلسطيني فلا خيار إمام الجميع سوى العودة للوحدة وضرورة مواصلة جهود المصالحة لإنهاء تلك الحقبة السوداء في التاريخ والعلاقات الوطنية الفلسطينية وتحقيق الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وحماية المشروع الوطني من المخاطر المحدقة به.

وفي ظل استمرار العدوان وحرب الإبادة الجماعية وما أنتجته تلك السياسية الإسرائيلية القائمة على تهويد الأرض الفلسطينية لا بد من إطلاق الحوار الوطني الشامل مع جميع القوى والمؤسسات والفصائل وضرورة وضع إستراتيجية وطنية فلسطينية لمواجهة مخاطر سياسة الاحتلال والحفاظ على وثيقة الاستقلال ومضامينها التاريخية ومنهاجها الوطني الراسخ والتعبير الحقيقي عن ما حملته الوثيقة من مستخلصات وأسس نضالية ومواجهة سياسيات الاحتلال القائمة على الفصل العنصري والاضطهاد والمضي قدما في بناء المؤسسات الفلسطينية والاعتماد على الذات الوطنية في كافة المجالات الأساسية ووقف أي ارتباطات قائمة لا تخدم مشروع الاستقلال الوطني على كافة الأصعدة الحياتية، فلا بد من الحكومة الفلسطينية السعي الي تطبيق إعلان الاستقلال ضمن خططها الوطنية للتخلص من وصايا الاحتلال وتبعية اعتماد المؤسسات الفلسطينية على التعامل مع المؤسسات الإسرائيلية .

تعمل حكومة الاحتلال المتطرفة على مواجهة الاستقلال الفلسطيني وتواصل عملها لتصفية القضية الفلسطينية عبر فرض عقوبات جماعية وممارسة نظام فصل وتمييز عنصري، يحول الضفة المحتلة إلى كنتونات ولعل أخطر ما يفرضه الاحتلال العمل ضمن برنامج استعماري عنصري يعرض حياة أصحاب الأرض لمخاطر جدية حيث يهدف إلى تقسيم مكاني استعماري توسعي للأرض في الضفة يمكن الاحتلال من فصل القدس عن محيطها الفلسطيني، ويمكن المستعمرين من السيطرة على مساحات شاسعة من الضفة لتعميق وتوسيع الاستعمار وتهويدها وضمها وسرقة ما تبقى من الأرض الفلسطينية .

لا بد من مواصلة الحراك الدولي الداعم للحقوق الفلسطينية لفضح انتهاكات الاحتلال ومخططاته ومخاطرها على أمن واستقرار المنطقة والعالم، سواء مع الدول أو الأمم المتحدة ومنظماتها ومجالسها المتخصصة، والمطالبة بوقف ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع قضية شعبنا وحقوقه، والتأكيد على ضرورة وقف حرب الإبادة وإجراءات الاحتلال التي تمهد لضم أجزاء واسعة من الضفة وإعادة احتلال قطاع غزة .

وبات على المجتمع الدولي ضرورة النظر الى معاناة الشعب الفلسطيني فلا يمكن استمرار دعم دولة الاحتلال والاعتراف بها في وقت يستمر التنكر للدولة الفلسطينية، فلا بد من اتخاذ خطوات تجسد وقائع الاستقلال الفلسطيني وفقا لقرارات الشرعية الدولية خاصة في ظل السياسات والإجراءات الاستيطانية التي تتبناها وتنفذها حكومة نتنياهو العنصرية المتطرفة والهادفة لمصادرة الحق الفلسطيني في الاستقلال والعودة .

الكاتب والإعلامي سري القدوة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *