لأنك ثقبٌ أسود، وأنا مجرّدُ كوكبٍ يدور…سأعرفُ الطريقَ إليكِ.
أيّتُها الشجرةُ الممزوجةُ من نارٍ ومن أحلامٍ تشتعلُ!
يا مجنونةً:
أردتِ أن تُقاومي الصقيعَ، فابتكرتِ النارَ، دونَ أن تدريّ أنّ يداكِ تحترقُ.
جذورُكِ في الترابِ، وروحُكِ في السماءِ…تتحدّينَ القدرَ، وتكتبينَ قصّتَكِ بنفسِكِ، بينما أكتفي أنا بالوقوفِ هناكَ، مُنْبَهِرًا مِن توهُّجِكِ، فتَعْثُرينَ أنتِ على الابتسامةِ!
و لأنّكِ ينبوعُ الضياءِ…قد طردتِ الظلامَ من ليلِه! فمَن سِواكِ يرقصُ على أنغامِ هذه المشقّةِ؟!
أتمنّى لو كنتُ أستطيعُ أن أُرشِقَ لرئتِكِ قَبضةً مِن هواءٍ، لكنّني أكتفي بأن أدورَ حولَ نفسي، أَحُكُّ رأسي، وأنتِ تسقطينَ مثلَ وردةٍ دحرتْها العاصفةُ…تتساقطُ أوراقُكِ على أرصفةِ الوحدةِ، وما زِلْتِ تبحثينَ عن قلبي الذي… قُطِفْتِ مِن أجْلِه!
عندما تتحوّلُ ضحكاتُكِ مجدّدًا إلى حبرٍ…سيرتعشُ القلمُ مثلَ سمكةٍ بين أصابعي.
وحينها فقط، سأكونُ قادرًا على استحضارِ:
طفولتي، وخيولي، وعساكري، ومراكبي الورقيّةِ.
حينها فقط، سأنتظرُكِ مثلَ نبتةِ صبّارٍ،
بينما أنتِ تقبضينَ على ناصيةِ الحبِّ…
ثمّ تحلّقينَ بهِ مثلَ غيمةٍ:
“أمْطِريني يا مُلْهِمَة!”
أمْطِريني… لأقولَ لكِ: “أحبّكِ”،
وسأقولُ لكِ:
“إنَّ سَنابلَ القمحِ -حتّى تنضج- بحاجةٍ إليكِ، والينابيعَ -حتّى تتفجّر-،والحضارةَ -حتّى تتحضّر-، والعصافيرَ -حتّى تتعلمَّ الطيران-“.
حينما تصبحُ يدُكِ التي ترتعشُ فوقَ صدري…هيَ يدي أنا!
عندها…ستتلاشى الحدودُ.
عندها فقط، ستغرسينَ إصبعَكِ الصغيرَ على شفتيَّ،
فَتَنْبُتْ… قَصائدُ.
الأديب نزار الحاج علي