..الشتاءُ في بلدي قارسٌ جدًا، شديدُ البرودة، فبَردُهُ ذلك يكشفُ بردَ كلّ شئ،
برد القلوب والمشاعر، وبرد الجيوب الفقيرة التي لا تملك ما يدفئ برد بيوتها، ولا ما يمنح الدفء من أطعمةِ السهرات وملذاتها.
الشتاء في بلدي هو وجع السهارى، هو ألم وأنَّات الحيارى، هو الدموع التي يوقظها الحنين في برد ليلٍ شتوي طويل.
يا أيها الشتاء العاتي ،يا فصلَ البرد وتَوق الوِد،
يا فصل الدفء الذي نُحِس بغيابه ولا تعوضه كل المواقد، يا فصل جفاء المراقد، رفقًا بالقلوب الموجوعة! فما عاد القلب يحتمل، والشتاء طويل شديد الطول..وليلهُ الشتويّ ألمه ووجعه لا يرحم.
د. رانيا أبوعليان