أغمـــــــــــــد حسامك

أغمـــــــــــــد حسامك أيها العبد عنترة.. وكفاك بطولات زائفة
فلا عبس تأمـــــــــن اليوم العدا..وعبيلتك ها هي ترتعش خائفة
وهـــــــــــــــاهو عمارة بدبابته أتى..يهدم خيامك كما العاصفة
فلا الرمـــــــــــــاح التي تقطر تفيد..ولا الصيحات اليوم نافعة
وهاهـــــــــــم العلوج يعتلون النساء..وسراة عبس تندب نائحة
وهاهــــــــــــــم فرسان الوغى..يستجدون الحياة بوجوه كالحة
ينتشــــــــرون في كل فج بغير هدى..كالهيم يرتوون بالمالحة
تلك البطــــــولات التي عهدك بها..ذهبت كأحلام ليلة البارحة
وتلك الكــــــرامة وشعر الحماسة..لفحتها شمس, هاهي يابسة
وذلك المجـــــــــد الذي تغنيت به, ذهبت به رياح صحراء لافحة
فقل لعبيل ذهب الهـــــوى, وأراك ياعبل لعمارة اليوم صالحة
فهــــو ابن زياد, الذي ليس طارق, الذي تتهمه الدول المانحة
فقد أحـــرق أموال في تلك السفن, وأعطبها وقد كانت صالحة
فهو مطلـــــوب اليوم لمحكمة الجناة, على كل اعماله الطالحة
ولـــــــن ينفعه أبن نصير, فقد رفع الحصانة على تلك الناحية
وزاده أمية, بتصنيفه أرهابيا, لركـــوبه سفن في البحر سابحة
وأذكر ياعنترة, الذي هلهل القصيد, وجعـــل منه تجارة رائجة
وأبن عمه الذي طعن بالرمح كليب, فأثار حرب لم تزل هائجة
أربعــــون عاما أخ يقتل اخاه, من أجل عجفاء البسوس التائهة
وحكمة زهيــــــر إذ يمدح بشعره, فرسا رهان, وأيتهما الفائزة
تسابقت الخيل, وجــردت السيوف, فتطايرت أعناق, ما الفائدة
أغمــــــــــــد حسامك ياعنترة, وأطوي تاريخك, وكفاك معاندة
فنحن اليــــــــــــــــــوم كلنا عبيد, ونساءنا سبايا, وعقولنا بائدة
وأوطاننا تحت النعـــــال تئن, فالروبيضة تحكم, والنذالة سائدة
وحصانك في اسطبل الخيــــــــول..ينتظر أن يباع في المزايدة
وسيفك تحول الى مسامير, تــــــدق في نعشنا, بيد حاقدة باردة
فأغمـــــــد حسامك ياعنترة, ودع الكر والفر, فأمريكا له رائدة
وعـــــــــــد أيها العبد, للحلب والصر, فوطنك تحول الى مائدة
وقـــــــــــــــــــل لشداد , ياحاضن الارهاب, وتعتقد أنها سائبة
يـــــــــــــــــــــوم لك, والاخر عليك, فلا تأمن الدهر أو نوائبه
أتظــــــــــــــــر لعقبة الذي دنس البحر بفرسه, ببلاد المغاربة
والغـــــــــــافقي الذي تجرأ على الالب, وتركنا نعاني مصائبه
في مجلس الامــــــــــــــن جعلنا رهائن, وقلوبنا ترتجف ذائبة
ورغم التنازل عن كل شيء, إلا أننا لم نفي حـــــــق الصقالبة
ورغـــــــــــــــم اعترافنا بأن فلسطين, حقيقة كانت عنا غائبة
وأنها والاقصى ليست لنا, وأن الضفة لنا أكثـــــــــر من كافية
مازلنا نـــــدفع ضريبة بطولات وهمية, وأمجاد مهلهلة واهية
فالوطـــــــــن صيرناه أوطانا, وقلنا: هانحن نقدمه لكم جائزة
لــــم يُرضهم إنبطاحنا تحت النعال, بل طلبوا, الفوز بالجازية
ولــــــــم يأبهوا لأبوزيد, ولا لذياب فوق الحصان على الرابية
ولــــــــــــــم يعترفوا لنا بحق الحياة, وقتلونا من غير قاضية
فمتنا جميعا, وأعيننا تلصلص, نحـــــــــــــــو أيامنا الماضية
وأجتمعنا في القبــــــــــــــــر نلوم أنفسنا, ونشير الى الهاوية
ونلعـــــــــن أنفسنا, ونتفه عقولنا, ونشمت من قلوبنا الواهية
وفجــأة تزلزلت الارض بنا, فإذا بأجسادنا حول جهنم جاثية


الكاتب الهادي خليفة الصويعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *