اليمنيون يستهدفون السفن المتجهة إلى الكيان المؤقت حصراً
مقدمة :
حراس الازدهار هو تحالف عسكري بحري من عشرة دول يؤسس له حاليا لويد أوستن وزير الدفاع الامريكي في المنطقة تحت ذريعة حرية الملاحة هذا التحالف يضم عموم دول الخليج كل من قطر والامارات والبحرين ومصر والسعودية والأردن واسرائيل بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ومن المعلوم أن ذلك التحالف تم تشكيله لمواجهة البأس اليمني وفك الحصار البحري الذي فرضته أنصار الله على الكيان الصهيوني في البحر الاحمر وان هذا الموقف المشرف لأنصار الله جاء لتقديم الاسناد للقضية الفلسطينة بعد عملية طوفان الاقصى لغرض ايقاف العدوان و المجازر الصهيو -أمريكية في غزة ولذلك لابد من الاشارة الى :
1_ ان تلك القوة بالاضافة الى الدول ال 22 مع وجود الكيان الصهيوني ربما تشارك معها بعض القطعات البحرية التابعة للناتو على مستو ى عملياتي قتالي محدود او معلوماتي استخباري
2_ هي ليست القوة العربية الوحيدة التي حرصت امريكا على تشكيلها بمشاركة الكيان الصهيوني في اسرائيل بل سبقها مايلي ……
● أنشأت امريكا من خلال قيادتها للقوات البحرية متعددة الجنسيات(CMF) فرقة العمل البحرية الدولية الرابعة (CTF) 153) وقامت بمناورة ضخمة نظمتها البحرية الأمريكية بمشاركة عدة دول في البحر الأحمر، والتي استمرت (18) يوما في فبراير 2021 غايتها على وجه التحديد السيطرة على البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن لغرض السيطرة عليهما ومحاصرة واحكام الطوق على بلدان محور المقاومة ونهب ثرواتهما النفطية وضمان أمن الكيان الصهيوني من خلال نشر دوريات في الممر المائي بين مصر و السعودية عبر مضيق باب المندب إلى المياه الواقعة قبالة الحدود اليمنية العمانية
● تشكيل قوة المهام 59 _ وهي قوة بحرية متخصصة بالحرب الالكترونية والتي مهمتها دمج الانظمة غير المهولة بالذكاء الصناعي في نطاق العمليات الذي يستخدم في توجيه (الطائرات والغواصات او الزوارق السريعة) المسيرة كجزء من العمليات الاعتراضية للعمليات المضادة او الردعية و أيضا لاستمرار عمليات المراقبة والاستطلاع كذلك لتقديم عمليات الدعم للطائرات المهولة او الشبحية في المهام البرية او البحرية على حد سواء
3_ ان تلك القوة بالاضافة الى الأسطول الامريكي الخامس الذي يضم واحدة من اكبر حاملات الطائرات يعملان تحت امرة القيادة الوسطى الامريكية
4_ ان جميع تلك القوات المذكورة والاتفاقيات بمشاركة عربية صهيونية لذلك اعترضت كل من مصر و الاردن الطائرات المسيرة اليمنية التي استهدفت الكيان الصهيوني في العدوان على غزة
5 _ في المرحلة المقبلة سنرى القوات الخليجية البرية والبحرية والجوية جنبا الى جنب مع القوات الاسرائيلية منخرطة للدفاع عن الكيان الصهيوني او مشاركة في عدوان محتمل على بلدان محور المقاومة او عند الانزلاق الى حرب اقليمية
6_ تضغط دول الخليج وبقية الانظمة (العربية العبرية) مع واشنطن على المنظومة السياسية في العراق ودول اخرى مثل الجزائر وسوريا للدخول في ذلك التحالف المشؤوم
الذي حدث:
أعلن البنتاغون الصهيو – أمريكي بإنشاء وحدة حربية دولية جديدة لمواجهة هجمات حركة أنصار الله اليمنية في البحر الأحمر، تحت مسمى حارس الازدهار واكدت وسائل اعلام دولية ان هذا التحالف الجديد سيقرّب الولايات المتحدة أكثر من الحرب الإقليمية، التي ستكلف في النهاية ثمناً أكبر بكثير للأميركيين. وأن الولايات المتحدة تدفع أثماناً مادية كبيرة للعب دور “المدافع” عن ممرات المياه العالمية، مشيرة إلى أن السلاح الذي يستخدم لإسقاط الصواريخ والمسيّرات لدى أنصار الله تصل تكلفته إلى ما بين مليون و4.3 مليون دولار، وإلى أن السفن لا يمكن إعادة تحميلها في البحر وهي ستضطر للعودة إلى المرافق في حال استمر الوضع على ما هو عليه لفترة طويلة. واضافت نقلا عن الخبراء وجود خطر للتصعيد، حيث تقترب الولايات المتحدة من الدخول في حرب شاملة في البحر الأحمر، بينما تعاني من ضيق في الموارد والطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا وتزويد “إسرائيل” بكل ما تطلبه .واكدت وسائل اعلام أمريكية
بأن الأساطيل البحرية والقوات والبحارة الأميركيين في خطر، وأنه يتوجب على الشعب الأميركي أن يقيّم هو ما إذا كانت التطورات المستقبلية تصبّ فعلاً في مصلحته الوطنية.واشارت الى إعلان أنصار الله أنها ستستهدف السفن التابعة للقوات العسكرية الأميركية في البحر الأحمر حتى توقف “إسرائيل” قصفها لغزة. كما نبهت من أن “عملية حارس الازدهار” ستكون أمام مهمة صعبة، وأن ثمن استخدام الأجهزة الاعتراضية للصواريخ سيبلغ ملايين الدولارات قبل التوصل إلى حلّ.
السؤال الهام جدا من هو قرصان البحر الأحمر؟
بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن قيادة تحالف تحت مسمى “حارس الازدهار” يضم إلى الآن حوالي 22 دولة لمواجهة العمليات اليمنية ضد السفن المملوكة من العدو الإسرائيلي أو المتجهة لدعم الكيان، متهمين اليمنيين بالقيام بـ”عمليات قرصنة في البحر الأحمر”، وبعد اتهام اليمنيين بممارسة القرصنة البحرية، يحق لنا أن نسأل: من هو قرصان البحر الأحمر؟
من المعروف أن ما قام به اليمن هو إسناد للقضية الفلسطينية حصراً، ومن أجل فك الحصار عن الفلسطينيين من خلال فرض معادلة الحصار مقابل الحصار، فلا يمكن تحميل العمليات اليمنية أية أهداف أخرى مزعومة، بدءاً من “القرصنة في البحر الأحمر” إلى “تهديد الملاحة فيه” وصولاً إلى “تعريض السفن إلى مخاطر أمنية”. ولهذا الغرض لا بد من الإشارة إلى الآتي:
اليمنيون يستهدفون السفن المتجهة إلى الكيان المؤقت حصراً، والدليل بيانات صادرة عن الهيئة العامة لقناة السويس، التي سجلت عبور 2264 سفينة من الاتجاهين في نوفمبر الماضي، مقابل عبور 2171 سفينة خلال ذات الشهر من العام الماضي، بنسبة زيادة 4.3 بالمئة. فلو أن اليمنيين يمارسون القرصنة كما يدعون لأوقفوا مرور جميع السفن، فكيف مرت 2264 سفينة إذاً؟.
اليمنيون لا يهددون الملاحة البحرية وسلامة السفن، وما قاله رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، إن “حركة الملاحة بالقناة منتظمة، وقد تحول 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 نوفمبر، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة خلال تلك الفترة”، هو خير دليل على استمرار عبور السفن بسلام، والسفن 55 المذكورة طبعاً كانت متجهة نحو الأراضي المحتلة، وإلا لكانت عبرت كسابقاتها.
وأيضا ممكن ان نسأل” ماذا حققت هذه العمليات خدمةً للقضية الفلسطينية؟؟؟
الاحتلال الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على موانئه البحرية التي يمر عبرها أكثر من 98% من تجارته، بحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية. ومع تحول بوصلة التجارة العالمية شرقاً تحولت التجارة الإسرائيلية إلى دول شرق وجنوب شرق آسيا، الذي يعني أن تجارتها باتت تعتمد أكثر على الخطوط البحرية التي تمر عبر مضيق باب المندب وقناة السويس، وتعطيل مرورها تسبب بخسائر مادية هائلة.
وعن الخسائر الاقتصادية التي يتكبدها العدو جراء العمليات الية، قال الرئيس التنفيذي لميناء إيلات الإسرائيلي، غدعون غولبر، إن “نشاط الميناء تراجع 85% منذ تكثيف الحوثيين في اليمن هجماتهم على السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر”.
– لو لم تكن الهجمات اليمنية ذات تأثير كبير لما هرعت الولايات المتحدة الأمريكية لقيادة تحالف “حارس الازدهار” الذي كان يضم بدايةً 10 دول ثم أعلن عن انضمام أكثر من 22 دولة لم يفصح عن أسمائها حفاظاً على سلامتها كما قالت.
أما من هم القراصنة ومن هو قرصان البحر الأحمر؟ لابد من ان نطلع على كتاب “قراصنة الصومال إسرائيل.. أمريكا.. ومسمار جحا!!” للكاتب مجدي كامل، الذي يلخص مسيرة القراصنة الصوماليين، ليكشف مؤلفه عن وجود مؤامرة أمريكية إسرائيلية كبرى ساهمت في تشجيع القرصنة في سواحل الصومال، حتى تجد واشنطن الذريعة للتدخل في المنطقة، كذلك يشرح المؤلف المؤامرة الإسرائيلية على البحر الأحمر، بعد أن زاد التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا بهدف محاصرة العرب، وتهديد أمنهم القومي.
أخيرا: القراصنة الحقيقيون هم من قرصنوا الأراضي الفلسطينية واحتلوها وهجروا أهلها وارتكبوا بحقهم المجازر وما زالوا يرتكبونها إلى يومنا هذا، والقراصنة هم من هاجم سفينة من سفن ” أسطول الحرية” عام 2010، الذي كان متجهاً لكسر الحصار المفروض على غزة، فقتل فيها من قتل.
وقرصان البحر الأحمر يا سادة هو العدو الإسرائيلي المشغل للقراصنة الصوماليين، فمن يجب أن يتحالف العرب لأجل إنهاء قرصنته هو الكيان المؤقت وليس اليمنيين المدافعين عن القضية الفلسطينية والداعمين لها.
الكاتب والباحث كرم فواز الجباعي