من هو الشعب الفلسطيني :


الفِلَسْطينيّونَ هم شعبٌ عريقٌ، كبيرٌ، أَصيل، شعب حر، ومرة واحدة وجد نفسه مجرد من الحرية وأرضه سليبة .
فبعد الحرب العالمية الثانية، جاء أغراب من اوروبا البربرية ومن الغرب عن طريق البحور هجموا عليه وسلبوه ارضه، كبلوه باحتلال غاشم، عبر المجازر والمذابح والدم . فوجدَ نفسَه في مهبِّ الرّيح، سواء أولئك الذين هُجِّروا قَسْرًا، أو أُولئكَ الذين تمكَّنوا مِن البقاءِ في وطنِهِم بِصُعوبةٍ.


لقد وجَد الفِلَسْطينيُّ نفسَه واقعًا في ظلمٍ لم يُعرفْ له التّاريخِ المُعاصر مثيل، فمنذ بداية القرنِ العشرين حتى الآن، دارت –وتدور- صراعاتٌ وحروبٌ كثيرةٌ وكبيرة في مختلف بقاع العالم، تزهق فيها أَرواحٌ كثيرةٌ، ثم تُسَوَّى الأُمور بطريقةٍ أو بأُخرى، تتغيَّرُ حكوماتٌ وأَنظمةٌ، ويبقى أَصحابُ الأرضِ الأصليين في أرضِهم، أمّا في حالتِنا الفِلَسْطينيَّة؛ فقد سُرِقت منا أرضُنا فِلَسْطين، ونُهِبْ وطنُنا، لقد استَوْلى قراصنةٌ دوليون على فِلَسْطين، سَلَبوها من أَهلِها وشعبِها، بدعمٍ غير مسبوقٍ من دول الاستعمارِ والاستكبارِ الغربية التي أضفَت الشَّرْعيَّةَ على كيانِ هؤلاء القراصنة، تحت مُسَمّى الأُمَم المتَّحدة، أو
(الأمم المتوحشة).


ان فلسطين تاريخيا هي جزء من بلاد الشام، والْمُجْتَمَع الفلسطيني هو جزء من الأمة العربية، يتمتَّع بالأَصالة، العراقة، الانتماءِ إِلى الأرضِ، والدينِ واللغةِ، التّاريخِ والتراثِ العربي، ملوَّنًا بِالحِكمَةِ، والخبراتِ المتوارثة منذ آلافِ السنين.
فالفِلَسْطينيُّ له حياته المتكاملة، فهو يتزوجُ، يعملُ، يأكلُ ويشربُ، ينامُ، يبكي يضحكُ ويرقصُ، يساعدُ الآخرينَ إِذا ما احتاجوه، يفرحُ في الأفراحِ والأعراسِ والمناسبات السعيدة، كذلك يحزنُ في المصائبِ والنائبات، يبتهجُ في الأَعياد الدّينية ويرتبط بِدورِ العبادةِ والمقاماتِ، والطُّرق الصّوفيةِ، يؤدّي الفَرائض، كفريضة الحج وصيام رمضان وطقوسه، يهتمُّ بالطّقْس وأحواله، وحراثة الأرض وبحصادها، كذلكَ بِمواسم قطف الزيتون، وأَعمال العونة والفزعة، وبالأَكلات الشَّعْبية، يَعيشُ بتسامحٍ وسلامٍ معَ الْآخرين، لا سيما وأنَّ هناك علاقاتٍ حميمَةً بين المسلمين والنَّصارى في هذهِ البلادِ منذ فجرِ التّاريخ.


ففي فلسطين ولد النبي عيسى عليه السلام، والى قدسه أسرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، ومن مسجدها الأقصى عرج الى السماء السابعة ، ففلسطين لها فضل على الحضارة الانسانية وثقافتها جمعاء في هذا الكوكب .

الكاتب والروائي فوزي نجاجرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *