عندما ينطق الصنم

يا أمة كل مافيها يُغتال
الأمنيات والورود والقصيدة
لا تكترث إلا بشهوة معتقة
وليال سقط حياؤها
فوق الأسِرَّة الجديدة
تجمعها عهر أغنية
وسفاهة صورة
تلهث خلف تاء مؤنثة
بلا نخوة أو رجولة
يا أمة مآذنها حزينة
كل مافيها يبكي
الأذان يبكي
الغصن يبكي
الأرض تبكي
وتبكي جدران المدينة
: أغيثوني
فالذئب أوشك أن يأكل الظعينة
وأنتم نيام على موسيقى الصمت
كلمات مهملة
على هوامش جريدة قديمة
يا أمة كل مافيها ورق
العمامة ورق
الأحلام ورق
الحياة ورق
والبطولات ورق
إلا الكراسي رواسي
وجحيم فيه جميعًا نحترق
أصواتنا بلا صدى
كل مافينا يباع ويشترى
غدنا يتيم بلا مأوى
وحاضرنا كئيب
في أوجاعه قد غرق
أين المفر؟ ونحن كالدمى
يلهو الضياع بنا
وسهمه بصدور أيامنا قد اخترق
يا أمة بات حضنها خراب
لبنها مساغ للثعالب و الكلاب
أحلامها سراب
يقينها باطل
لا حق فيه و لا صواب
تراقص الشيطان بزهو
تهبه نفسها راضية
دون عنوة منه أو اغتصاب
أمست حبلى بكل قبيح
ثم عادت
على يد أبي لهب تستتاب
يا أمة تداعت عليها الأمم
غثاء سيل أنتم.. لا مهابة لكم
أحببتم الدنيا.. فأسقتكم ذلًا
وخفتم الموت
من كل صوب جاءكم

خدج وأطفال

شباب ونساء

وما رحم شيوخكم

أما سمعتم النداء

جائع أنا

جريح أنا

أغتصب أنا

وجل مافيكم صنم

حقًا سحقًا لكم

يا أمة شرفها مستلب

وكل مافيها تحت الطلب

إلا على قدسها

على جدار اليأس قد صُلب

القاتل والمقتول فيه

وفي خيام الشجب سكن العرب

الرعاع تجبروا

بإراقة الدم الطاهر تفاخروا

ووحدتنا سلاح أصابه العطب

يا أمة منها فئة الحق

حول القدس مرابطين

فليصبروا أعانهم الله
هذا وعده الحق
وفتح بعد حين
البشرى لهم
والخلد لهم
والجنة لهم
وتعسًا لكم
إذا سؤلتم عن حالكم
من عمر والمعتصم
والزنكي والناصرصلاح الدين
وماذا أنتم قائلون
إذا رآكم من بعث رحمة للعالمين
وهذا حالكم حال المستضعفين
يا أمة غائر جُرحها
متى تعالت آهته اختفت

لا نرى إلا ظلها

كل مافيها تعرى

الكرامة عارية

الأوطان عارية

التاريخ عاري

وإذا حاولت سِترًا كُشف ساقها
كفتاة ليل
بكل حانة كان لها كأسًا
وبقسم كاذب
تتدعي الطهر بين أهلها
هل تصدقون لهم عهدًا
وما وفوا يومًا بالعهود
هل تريدون معهم سلامًا
وهم أحفاد عاد وثمود
هل نسيتم ذبح يحيى والوالد النبي
أم نسيتم أصحاب الأخدود والولد الصبي
أفيقوا ياعرب …إنهم اليهود
يا أمة بلغت سن الألم
وماعاد يلهبها
إنتفاضة حق أو صراخ قلم
كل مافيها يغفو ويصحو
من عدم على عدم
ألا أفقتم من سُكرِكم
وأعدتم كتابة التاريخ
وأوقفتم الزمن.
أم رضيتم بالهوان
وأن تدنس قدسية وطن
توحدوا فالغلبة لكم
والقدس لكم
وفلسطين لكم
والدنيا لكم
عندما ينطق الصنم
يا أمة هي أمتي
إنه عتاب مني لك
ولازلت أفاخر بك رغم نكبتي
رغم أنيني ونزيف إبني
وقتل أخي وأمي وأبي وزوجتي
فمتى تنزعين عنك ثوب الحداد
لتقام الأعراس
من أقصانا إلى غزتي


الشاعر أسامة فؤاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *