أَستَقِلُ سيارتى كالعادة بمرافقة “على” صديقي الذي اعتاد أن يباغتني بنكاته وأقتباساته الشعرية، ونحن فى طريقنا إلى المكتب
رِيمٌ على القَاعِ بين البَانِ والعَلَم
أتعلم أنها كلمات الشاعر أحمد شوقى؟…
برق في عيني وميض إشارة المرور؛ حمراء؛ ضغطت بقدمي اليسرى على مكبح السيارة فتوقفت، بينما… تقفز الظبية البيضاء الجميلة حاملةً كَنزها الثقيل دخل الغابة؛ تبحث عن مأوى آمن بتلك الغابة، كى يتسنى لها الوصول إلى ربوع أمانيها، وتحقِق حُلُمَها العظيم..
صوت مخيف يمزق عتمة الليل؛ تخاف؛ تنزلق أرجلها؛ تسقط في غور الغابة.
خرجت الثعالب تدور حولها، لم تعلن الإستسلام بل تفحصت المكان؛ علها تجد منفذًا؛ تحاول الهروب من خلاله.
إستشعرت الأفاعي رائحتها، فخرجت من جحورها تتفقد المكان.
رائحتها كانت تؤرقهم وتستفز أبدانهم، كل همهم أن ينالوا منها ويجهزوا عليها، فبقائها حية نذير خطر لإنقاذ المسالمين هنا؛ هؤلاء الذين يشكلون الوجبات الدسمة لهذه الوحوش !
سِيئَت وجوههم وباءوا بغضبً يلاحقه غضب؛
من هذه التى أُتت من العالم الآخر؟ وما هذا الكنز الذي سيدمرنا؟
تحاول الهرب والإختباء، وكل ما يدور بِخُلدِها توصيل الكنز لمستحقيه.
عَانت كثيراً إلى أن خارت قواها، وإذا بالثعبان الأسود يقترب منها يحاول الإجهاز عليها؛ بخ السم فى جسدها إلا أنه فشل في إصابتها عدة مرات .
الثعالب بمكرها ودهائها يُراوفوها عازمين على
النيل منها، ليملؤوا كؤوسهم من دمائها .
لم يعد أمامها سوى تلك الربوة العالية وقفت عليها لتصرخ صرخة الحياة، صداها يدوّى وبصدع فى الأجواء ” أَنقذونى؛ أُخرجوا من كهوف صمتكم …الكنز الذي أحفظه من أجلكم، سيكون لكم ردفاً وأملاً فى الخروج من أغوار الغابة المتحجرة، أنقذونى وكفوا بأسهم عنى”
ومازال صوت الريم يعلو ويدوى إلى أن وصل منتهاه بُح صوتها، وتلاشت قواها؛ تخلّى الجميع عنها وصموا أسماعهم وغضوا أبصارهم، لم يحسن أحد صنعاً من أجلها!
مرة أخرى يتملكني الفزع وصرخة علي تخترق أذني
انتبه؛ ستدهس الرجل ..
بائع الصحف يصيح
إغتيال العالمة ريم حامد
الكاتبة أميرة عبد العظيم