حدود ثلاثية قصص قصيرة جداً للأديب نزار الحاج علي

ريبة


بدأ الأمر قبل أسبوعين، كان لدي قصة واعدة، رجلان من طبقتين مختلفتين… لكن كنت أحتاج إلى فتاة من أجل أن تؤجج الصراع بينهما. اصطحبت أبطالي إلى المقهى المجاور، وهناك عثرت على بطلتي جالسة في تلك الزاوية المعتمة… سارعتْ بالاقتراب منّي وكأنها كانت تنتظرني.
أخبرتني أن أحدهما سيقتل الآخر هذه الليلة. جلست أراقبها وقد أمسكت بأيديهما، ترفعهما وتخفضهما وكأنها تحفر قبرًا.
توقفت عن الكتابة لكنها استمرت بالتحدث إليهما دون توقف… الآن لم أعد متأكدًا مما إذا كنتُ أكتبُ قصة، أم أنني قصة تُكتب.

مرايا


عند منتصف الليل شعرتُ بالتعب، توقفت عن الرسم لأتناول فنجانًا من القهوة، خطوتُ خطوة للوراء لأتأمل اللوحة أمامي…رجلٌ بيدٍ واحدة، يشربُ فنجان قهوة، و هو يتأمل لوحة لم تكتمل، لرجلٍ بيدٍ واحدة يشرب فنجان قهوة، وهو يتأمل لوحة.

انتابني شعور غامض بأن أحدهم يمسح على ظهري برفق…أنا متأكد الآن أن الشخص الذي يرسمني…عاد للرسم و قد أنهى للتو شرب فنجان القهوة.

سراب


في المساء و على ضفاف نهرٍ جاف بكى الشاعر آخر قصائده ثمّ غادر، تحدْث الطائر الدوريّ عن فتاة رسمت القصيدة على شكل شلالّ، ثمّ رسمت طريقاً طويلاً على جانبه حجراً جلست عليه، كانت آثار الأقدام تلتقي عندها، ثم تفترق، ظلّت تلوّحُ من بعيد لشاعرٍ كان يلقي شباكه في النهر؛ فتعود إليه بحذاءٍ مهترئ.
ثمّ مُزّقتِ اللوحة…من مزّق من؟

الأديب نزار الحاج علي

One thought on “حدود ثلاثية قصص قصيرة جداً للأديب نزار الحاج علي

اترك رداً على نزار الحاج علي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *