للكاتب المتألق / فوزي نجاجرة
رواية يغلب عليها القالب الدرامي التراجيدي فأغلب الشخصيات بالرواية أنتهت حياتهم بطريقة مأساوية
لكن قبل ان اتطرق للشخصيات لابد أن أُشيد باختيار عنوان الرواية
فالرقص لا يعبر دوماً عن السعادة فهناك رقصات تعكس الحزن ؛ فشجرة التوت بالفعل شهدت على ذكريات سعيدة بين أنيس وحنان كما شهدت على استشهاد أنيس وانتحار حنان الشخصيات المحورية للرواية .
كُتبت الرواية بأسلوب سردي أدبي لم يخل من التشويق والإثارة حدد بها الزمان والمكان التي تدور بها أحداث الرواية وهى فلسطين الحبيبة موطن الكاتب .
كان الكاتب يتحدث باللهجة الفلسطينية التي لم يتخل عنها في سبيل الوصول للقارئ بل أجبرنا على فهم اللهجة فلغة ولهجة أى بلد أحدى مقومات الهوية .
دوماً ما يعكس الكاتب برواياته الاحداث التي تمر بها فلسطين تحت وطأة الاحتلال مبيناً أن هناك بعض الخونة التي لا يعنيهم سوى مصلحتهم الشخصية وليس لديهم أى انتماء رغم أن الرواية ذات طابع اجتماعي في المقام الأول وتطرق لمشكلة شائكة ألا وهى حالة الحب الذى نشأ بين أنيس الشاب المسلم وحنان الفتاة ذات الديانة المسيحية ؛ فالمشكلة ليست لدينا كمسلمين فالله سبحانه وتعالى أجاز زواج الرجل المسلم بأى فتاة من ديانة أخرى .
لقد عالج الكاتب المشكلة من وجهة نظره و تتطرق للوساطة التي تمت من مطران مناضل بالقدس متفتح الفكر لكن بالتأكيد ليس كل القساوسة بنفس الفكر وقابلت عائلة حنان الموضوع بالرفض .
فهناك مشكلة بالفعل لدى الكنيسة ولدى الأفراد من زواج أى مسلم من مسيحية .
واضطرت الفتاة للهروب والزواج بأنيس والعيش معه بعيداً عن الناس أعلى التل بجوار شجرة التوت التي استخدمها الكاتب في عنوان الرواية .
أجاد الكاتب السرد وعكس الواقع الفلسطيني الذي يراه لنراه نحن بخيالنا ؛ بالفعل انتقلت لفلسطين ورأيتها عن قرب رغم ان قدماي لم تطأ أرضها .
وجدت تطورات للشخصيات والعلاقات
فيما بينهم ولفت نظري أن هناك شخصية لا يخلو أسمها في كل فصل من فصول الرواية وهى الجدة بلقيس حلقة الوصل بين الماضي والمستقبل ولها دور في صناعة الحاضر بكل تفاصيله فهى شخصية صلبة قدماها ثابتتان رغم ما عاصرته من احداث وكأنه يقول هذه هى المرأة الفلسطينية تحمل على عاتقها المسئولية دون كلل .
كما ألقى الضوء على أن البيئة والتربية رغم انها واحدة للأبناء لكن قد تختلف الشخصيات والدليل الفرق الشاسع بين الشقيقين أنيس وبسيل .
أنيس الشخصية الثائرة المحبة لوطنها والتى تضحي بالغالي والنفيس من أجله وشقيقه بسيل الخائن بطبعه المحب للمال يُكن الكره للكل رغم ان الوالد كان ثائرا واستشهد .
لقد عارض نظريات علم النفس التي تُقر ان العامل الوراثي والبيئة لهما دور في السلوك والشخصية .
إن علم النفس السلوكي قد يحتار بالنسبة لشخصية بسيل فأى سلوك نتاج لرد فعل أعتقد أننا أمام حالة مرضية فالأنا البشرية إلى الأن لم تُفهم .
لقد تأكدت كقارئة أنه مريض نفسياً لا مشاعر لديه “وإن لم يذكر الكاتب ذلك ” حين وضع أبناءه في دار لرعاية ذوي الهمم رغم ما رأى من توسلات بنظر ابنه حسن ومات أبناءه حزناً لفراق والدتهم ٠
لا تظنوا أن ذوي الهمم لا يشعرون بالحب قد يكونوا أفضل منا بهذا الأمر لانهم يستشعرونه بقلوبهم ولا يوجد للعقل دور في ذلك في ذلك الحب .
الرواية بصفة عامة غاية في الروعة بها التشويق والإثارة ووالسرد الأدبي والمصداقية في بعض المعلومات الخاصة بالناحية الجنائية لقد رأينا واقع بفلسطين يراه الكاتب بحكم موطنه رأينا الفساد وصل لرجال الشرطة الموكلين بحماية الاشخاص والأعراض .
أستخدم الكاتب الرمز لنتعرف على حدث أعم وأهم مما حدث مع ابطال الرواية فما حدث لهم رمز لحقائق أكثر وأفظع لم يتناولها بكلماتها لكن علينا ان نستنتجها من بين سطور الرواية.
الكاتبة إيمان العسال