..لم يتمكن رابع جيش في العالم المزود بأحدث ترسانات السلاح الأمريكي من صواريخها الموجهة الى قنابل زنة 2000رطل،وطائرات اف 15 واف 16 واف 35،ودعم مباشر من دول الغرب الإستعماري والعديد من دول “الناتو” العربي، أن يستعيد قوة ردعه التي منحنى تاكلها في إنحدار من بعد حرب تموز التي شنتها ” اسرائيل” ،لأول مرة بالوكالة عن امريكا على حزب الله اللبناني،لخلق ما سمته وزير الخارجية الأمريكي أنذاك كونداليزا رايس بالشرق الأوسط الجديد….”اسرائيل” التي توهمت بأنها ستقضي على المقاومة الفلسطينية وفي قلبها حماس خلال شهرين أو ثلاثة على الأكثر وتستعيد اسراها بدون مفاوضات مع المقاومة الفلسطينية ،بعد ان يتم القضاء عليها،تجد نفسها بعد مائتي يوم عالقة في رمال غزة ومستنقعها، لم تستطع ان تستعيد قوة ردعها او تحقق صورة نصر ،بل كما قالت صحيفة “هارتس” العبرية، بأن “اسرائيل” وجهت لنفسها عشر ضربات،منها تدمير قطاع غزة دون القدرة على تدمير المقاومة وحماس وغياب الإستراتيجية …واصبحت القضية ،هي الحرب من أجل الحرب،وكذلك استعادة الأسرى،ولكن يبدو بأن هذا الهدف اصبح هامشي، والأزمة الإنسانية التي خلفتها هذه الحرب نقص الغذاء والدواء والتجويع،وما نتج عنها من تحويل كبير في الرأي العام العالمي ضد “اسرائيل”.
بعد مائتي يوم “اسرائيل” تغرق في مستنقع غزة،والمزيد من التشققات والإنقسامات والإستقالات والضياع والهجرة المعاكسة …وتفكك في المؤسستين العسكرية والأمنية …مسؤول وحدة الإستخبارات العسكرية ” أمان” اهارون هليفي،يعلن استقالته،على خلفية الفشل في التنبؤ في معركة 7 اكتوبر …ورئيس قسم لواء الأبحاث في الجيش ” الإسرائيلي” عميت ساغر يعلن استقالته،ويتبع ذلك نية مسؤول القيادة الوسطي في الجيش المسؤول عن الضفة والقدس و”غوش دان” يهودا فوكس نيته الإستقاله،ويبدو ان الأمور تتدحرج نحو استقالة رئيس الأركان هيرتسي هليفي واربعة من القادة العسكريين برتبة عميد ينون تقديم استقالاتهم على خلفية الفشل بالتنبؤ في حرب 7 اكتوبر وطريقة ادارة الحرب على القطاع والفشل في إستعادة الأسرى …والكرة تواصل تدحرجها نحو المطالبات بإستقالة رئيس الوزراء نتنياهو وتحميله المسؤولية المباشرة عن الفشل الأمني والإستخباري وطريقة إدارته للحرب على قطاع غزة،والفشل في إستعادة الأٍسرى احياء .
الكاتب الصحفي راسم عبيدات