مرآة الحياة للكاتبة أميرة عبد العظيم

ما زال إحساسي به يحاصرني، أتوق إلى عبير أنفاسه، يحول بينى وبينه ظلام حالك، بحر لجي يهيج بأمواجه؛ لا أعرف أن النهار أتى إلا عندما أسمع تغريدات الطيور.

أدرك الليل بسكون أوراق الشجر، لا أبصر بعيني لكن لدى قوة حادة للإبصار بقلبي؛ تشعرني هذه الملكة بوجوده
“نادر”؛ حبيبى الذى أرتجف حين ينادي حروف اسمى، وكأنه قريب مني يهمس في أذني، ما زلت أتوق لرؤيته، وأتوق لأن أتلمس ملامحه، كلي إشتياق لأحادث عينيه، فحديث العيون نوافذ للروح وبريد للقلب.

خرجت غريزة الأمومة من رحمى وظلت تداعب دقات قلبى
أحتضن قطتى وأتلمسها بأصبعى وأُهدهدها كأنها طفلى الرضيع؛ ضممتها بحنان الأم لتكون ذراعى مهدها الدافئ
كنت أشعر بخطوات “نادر’ وهو يحنو على ابن الجيران ويحضر له الحلوى ويصحبه لقضاء قسط من اللعب معه
مشاعر قوية وُلدت ونمت واخترقت دواخلنا
اصطحب هذه المشاعر خوفٌ جارفٌ أن
نرزق بطفل لديه نفس الإعاقة البصرية، عقل يفكر وقلب ينبض، وأعين لا ترى!
أشعر بحنينه حين يمسك يدي، ويشعر بعذابي حين أتوسد صدره، كلانا يتألم في صمت، لم تعرف الشكوى طريقًا لألسنتنا، لكن دموعنا تشكو!

في ليلةٍ صالحنا فيها القمر ؛ قررنا أن نعبر تلك الجسور التى تحول بيننا؛ بين أن أكون أم وأن يكون نادر أب؛ لم أبتلع تلك الحبة اللعينة التي حرصت على ابتلاعها كل ليلة منذ تزوجنا، وكان نادر أشد مني حرصا… بعد تسعة أشهر من تلك الليلة؛ هدأت صرخاتي حين أخذت القابلة بكفي ووضعت كف وليدي الأيمن في يدي، ووضعت يده اليسرى في راحة كف نادر، وهمست والدموع تنساب فرحة من عينيها ” إنه يرى “.

الكاتبة أميرة عبدالعظيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *