أسدل الليل ستائرة وسكنت جوانحه
وبهدوء الليل يأتينى
شعور وكأن القمر يعانقه .
عقارب الساعة تدق معلنة الثانية عشرة ليلاً
منذ وقت ليس بالبعيد في بهيم كل ليلة و بنفس التوقيت
يُسرج الضوء الخافت فى الغرفة المقابلة لنافذة غرفتي
تقف تلك المرأة المضيئة ذات الشعر الفاحم المنسدل على كتفيها فى رشاقة وجمال،
ملابسها العارية النارية التي تظهر مفاتنها توحى بأنها حسناء ، فارعة الطول، ممشوقة القوام، حلوة فى مُحيَّاها، تشبه في رشاقتها غصنُ البانٍ جسدها يلمع بلمعان المرمر، وعينَين تشعان فى الظلام تُلقى سهامًا تفتك بالقلوب، ووجنتَين إلتقطت من الورد حمرته، وشفتَين كالعناب الحلو المتبل بالرضاب
أججت نيران غرائزى وزادتنى إشتيقاً للقائها
تنظر إلىّ وتـطيل النظر ترانى وتبادلنى النظرات الدافئة أحدق النظر إليها فى ليلٍ طويل تثير عنفوانى بلون مثير لملابسها العارية التى تتبدل كل ليلة بشكل مدهش وكأنها تدعونى لحضور عرض للأزياء
أقف أمامها بوضوح ولا أتوارى عنها أشاغلها منتظراً أن تبادلنى هى الإشارات ولكنها مستمرة بحالة صمت
أصررت أصرارا أن أراها فى وضح النهار لأ تعرف عليها وآخذ موعد ونلتقي
لكن الشرفة تكون مغلقة على مدار اليوم ولاتفتح إلا عندما يحين الموعد كما هو الحال في كل ليلة وكأنها ليالى ألف ليلة وليلة
يباغتنى خيالى فأعيش معها في عالم إفتراضى من عالم الحب والعشق والغرام..
أهيم عشقاً بأنوثتها التى إصطنعتُها لنفسى فى غسق الليل
ما هذا الإحساس الذي يتملك عقلى ويجعله ينطق
برهبٍ يهز مشاعرى ويصيح مدوياً في جنبات صدرى
إحذر أيها العاشق الغبى ماهى إلا أوهام تسبح فى نهرها بمفردك وأنا لست بسباح ولا أجيد العوم
والموج يعلو كل ليلة علوا شديداً
تمر الليالى ليلة تلو الأخرى ومازالت نوبات العشق تغمرنى وتثير وجدانى
ومازالت ومضات عقلى تشعل ضجيج غضبى ورهبى
مرت ليلتان والشرفة مغلقة ولا أرى أمامى إلا ظلامُُ حالك
أُنهِكَ القلب وخارت قواى
جفى النوم عينى
جسدى يرتعد فى صيف أغسطس
وسؤال يتيه معه ذهنى
أين هى؟ أين ذهبت ؟
شعور بالإنكسار أذهب إلى أعياء تصحبه غفوة
دقات الساعة أيقظتنى
الثانية عشرة!!!
كيف وأشعة الشمس تفرد ذراعيها فى كل أركان الغرفة إنها الثانية عشرة ظهرا
إنتفضت بسرعة لأغلق زجاج النافذة
وأُسدل الستائر لأستكما نومى
وإذا بى أجد الشرفه مفتوحة وهى مازالت تقف فى نفس المكان ولكنها في هذه المرة عارية تفتح ذراعيها كما كانت تفعل وتحتضننى مالذي أراه
أهى أضغاث أحلام
ذهب عنها الشعر الأسود الكحيل الذي كانت تميل به على صدرى
نهديها تفاحتان لم يقطفهما أحد سواى
علّهُ خير ما الذي يحجبنى عن رؤيتها بوضوح أهو ذلك الضباب الكثيف الذي غطى نظارتى بدموع الحسرة ؟!
أم أن رأسى يصب من فوقها رؤوس الحميم؟!
صوت أجش يصيح من الداخل
ذكيه: خلى بالك من المانيكان وأنت بتنظفيه
ويصيح عقلى مدوياً برأسى
ألا إنك مازلت في ضلالك القديم.
الكاتبة أميرة عبدالعظيم