مصر هي من تمنع إدخال المساعدات الإنسانية من معبر رفح …..مصر عملية رفح تجري بالتنسيق معها ….مصر تتلاعب ببنود صفقة لاتبادل …”اسرائيل” لا تقيم وزناً لا لمصر ولا لقيادتها ولا لإتفاقية “كامب ديفيد” معها …تستولي على معبر رفح من الجهة الفلسطينية،تتحرك صوب معبر فلادلفيا وتستولي عليه …تهدد وتعربد وترفض كل قرارات المحاكم الدولية ،العدل الدولية والجنايات الدولية
…والقيادة المصرية تبتلع الإهانة تلو الإهانة،ومواقفها لم تخرج عن إطار بيانات الشجب والإستنكار والدعوة مثل اي مؤسسة مجتمع مدني أو دولة ليست عربية وإسلامية الى دعوة ” اسرائيل” الى احترام قرارات الشرعية الدولية وفتح المعابر وادخال المساعدات الإنسانية ووقف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني …وذهب وزير خارجيتها سامح شكري الى تحميل المقاومة المسؤولية ودعا الى محاسبة كل من مولها ودعمها ..واغلق معبر رفح في وجه الجرحى والمرضى ..وسامح شكري قال بأن اتفاقية ” السلام” والمقصود اتفاقية ” كامب ديفيد” التي اخرجت مصر بثقلها العسكري والبشري من المعركة و”تقزم” دورها وقيادتها للعالم العربي الى حد كبير …خيار مصر الإستراتيجي،وبأنها لن تقدم على تعليقها أو تجميدها أو الغائها …وهذا شجع ” اسرائيل” على المزيد من الغطرسة والتمادي وارتكاب المجازر…واليوم بعد مجزرة رفح ومناظر تفحم الأطفال وشوي لحمهم بفعل القنابل الأمريكية زنة 2000 التي استخدمها طيران الإحتلال في قصف خيام النازحين في “تل السلطان” شمال غربي رفح …هذه المناظر كفيلة بتحريك الصخر قبل الحجر،إلا دول النظام الرسمي العربي الوظيفي …والشعوب العربية التي يعيش اغلبها في حالة نوم كنوم اهل الكهف
….انفجرت مشاعر وعواطف الجنود المصريين على تلك المناظر واشتبكوا مع الجيش ” الإسرائيلي” بالقرب من معبر رفح ،هذا الإشتباك اوقع شهيدين من الجنود المصريين،وحتى لا يخرج علينا اصحاب الردود المزلزلة والمجلجلة وبأن هناك تحول كبير في الموقف المصري …وبأنها تعود لدورها الوطني والقومي … فأنا اقول بأن ما جرى لا يتعدى فورة ونوبة غضب انتابت العديد من الجنود المصريين، الذين شعروا بأن هذا مس بكرامتهم وإهانة لهم ،وخاصة بأن النازحين الفلسطينيين ناشدوهم أكثر من مرة التدخل لإنقاذهم …هذه مواقف لا تحمل تغير استراتيجي لا في موقف المؤسسة العسكرية المصرية ولا النظام المصري،ولكن ما جرى ويجري والجرائم المرتكبة بحق الأطفال والنساء والمدنيين الفلسطينيين يراكم حالة غضب شعبي وبين الجنود المصريين،سيعمل النظام وبالتعاون مع امريكا على امتصاصها وتفريغها من محتواها ، لكي تنفجر الأوضاع في وجه النظام ،لأن التطورات وإنفجار الأوضاع في مصر ،سيكون له تداعيات كبيرة محلية وعربية واقليمية وعلى “اسرائيل” …المرجل الشعبي المصري يغلي ويتململ الجيش المصري ولكن النظام لن ينقلب لنظام ثوري .
الكاتب الصحفي راسم عبيدات