معطف الذكريات للكاتبة أميرة عبد العظيم

كان العجوز يجلس خلف النافذة يلتف بمعطف ذكريات الماضي دوما ليحتمي بها من صقيع الشيخوخة المظلمة القارصة البرودة
البرد الحقيقي لم يكن خارجيًا، بل يسكن أعماقه
، كان معطفه القديم رفيقه الدائم، يلفه حول جسده الواهن وكأنه يحتمي من صقيع الشيخوخة، .
تعانقه الذكريات ولا تفارق أفق خياله
كلما أغمض عينيه، عاد الزمن إلى الوراء، إلى أيام كان قلبه ينبض بالحياة، حين كانت ضحكات الأحبة تملأ المكان.
يتذكر وجه والدته وهي تضع يدها على رأسه بحنان، وأول حب سرق منه النوم، وأصدقاءه الذين تفرقوا مع رياح الأيام. كانت الذكريات دفئه الوحيد، شمعة تنير ظلام وحدته القاسية.
تنهد العجوز، شدّ معطفه أكثر، وتمتم بصوت خافت: يا ليت الذكريات تصبح واقعًا، ولو للحظة واحدة فقط.

 

الكاتبة أميرة عبدالعظيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *